دائما ما يذكر "كينث كول" نفسه بمقولته الشهيرة: "إن أفضل الحلول ليست بالضرورة الحلول المكلفة، ولكنها الحلول المبتكرة". هذه المقولة تأتي ضمن سياق قصته الشهيرة، حينما استطاع بيع 40 ألف زوج حذاء غالي الثمن خلال يومين ونصف، دون أن يمتلك متجرا مستقلا أو منافذ تسويق متعددة!

ملخص القصة أنه وفي عام 1982 اتفق "كينِث" مع مُصمم ومُصّنع إيطالي على إنتاج أحذية فاخرة، المشكلة أنه وبعد استلامها لم يستطع إيجاد منفذ بيع مناسب، ذلك لأن أسعار إيجار المواقع الراقية باهظ جدا، فضلا عن المتاجر الرخيصة لا تبيع هذا النوع من الأحذية.

في تلك الأثناء، صدف وجود مؤتمر في فندق "هليتون نيويورك" سيحضره ألفان من محبي الموضة، حاول استئجار جناح صغير في الفندق، لكنه صدم بالسعر المبالغ فيه! لكنه لم ييأس وأبدع تلك الفكرة الجنونية، إذ قام باستعارة شاحنة نقل من أحد أصدقائه، ليقوم بركنها أمام الفندق، ثم تسويق أحذيته من هناك بطريقة غير مباشرة! بالطبع بلدية نيويورك لا تسمح بالوقوف هكذا إلا لشاحنات شركات المنافع العامة كالمياه والكهرباء، أو لشركات التصوير السينمائي فقط، وهذا ما فعله "كينث" إذ إنه غيّر ترخيص شركته من تسويق الأحذية إلى تصوير الأفلام والمسلسلات، وحدد أول مهمة لها: تصوير فيلم "ميلاد شركة أحذية"!

استعان "كينِث" بطاقم مزيف من الممثلين والفنيين، ممن عاشوا الدور كما لو كانوا يؤدون أدوارهم في فليم حقيقي! لكنهم كانوا ينتعلون تلك الأحذية الراقية، التي استطاعت جذب الجمهور والمارة، وجعلتهم يتساءلون عما إذا كانت تلك الأحذية للبيع؟

لم تكن الفكرة المبتكرة مكلفة أو معقدة أو حتى مبهرة، كما هي حملات التسويق التقليدية، لكنها حققت نجاحا تجاوز بيع المنتج إلى تخليد اسم الشركة وقصة تأسيسها؛ النجاح الذي جعل "كينِث" يبقي حتى الآن اسم شركته: "كينث كول للإنتاج السينمائي"!