من سرق عيدنا؟ أو أين اختفى عيدنا؟ تساؤلات خطرت على بالي وأنا أسترجع ذكريات صباي فمن الملاحظ في عيد الفطر هذا العام 1436 وغيره من الأعياد الماضية غياب مشاعر الابتهاج والفرحة عن نفوس السعوديين.. ولم يعد العيد عند أكثرنا يحرك ساكنا، بل أصبح عند بعضنا وقتا إما للنوم أو للسفر خارج الوطن!! ولا يتجاوز العيد أكثر من لبس ملابس جديدة ومن بعد ذلك التكلف في اللقاءات العائلية وتبادل كلمات مبتذلة مستهلكة ليقول كل واحد للآخر (كل عام وأنت بخير) ويرد الآخر (وأنت بخير)… ثم ماذا؟ أهذا هو العيد؟..

في نظري أن أحد أسباب غياب فرحة وأجواء العيد عن أوساط المجتمع هو قيام بعض المحتسبين بإنكار بعض الطرق المعبرة للفرح بالعيد مثل الرقص والغناء والطرب وهل يأتي العيد بغير ذلك؟ أليس العيد فرحا ومرحا؟

لقد قال تعالى "قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون"، فبدل أن يكون العيد من أجل الإنسان صاروا يضحون بالإنسان من أجل العيد.. ومن الأشياء التي تقلب موازين العيد من الفرح إلى الحزن هو استنزاف جيوب أرباب الأسر وإرهاق ميزانياتهم ويضطرون للاستدانة والاقتراض لتغطية النفقات المتزايدة التي تفرض نفسها على أصحاب الدخول البسيطة والمتوسطة. لقد كان صلى الله عليه وسلم هدفه يوم العيد إدخال السرور والبهجة في قلوب المسلمين، ففي الحديث لما جاء أبو بكر، وقال: أمزمارة عند رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فقال عليه الصلاة والسلام: دعهما، فإن لكل قوم عيداً، وهذا عيدنا. وفي الحديث أن عمر قام بنهر صبية من الحبشة يغنون ويرقصون أمام النبي فقال عليه الصلاة والسلام: "دعهم يا عمر، لتعلم اليهود أن في ديننا فسحة، وأني بعثت بحنيفية سمحة".

وفي الختام فإنه يجب أن نعيش عيد الإسلام كما يستحق أن يعاش لا كما يسعون إلى تصويره وتشكيله لنا دعاة الغلو والتطرف..