ضجت مواقع التواصل الاجتماعي منذ بث الحلقة الأولى لرهان قناة MBC في هذا الموسم "سيلفي"، ولم تكن الضجة هذه المرة عادية فمن أشعل شرارة الصراع فنان مثير للجدل منذ أن كان هو ورفيقه يكسران كل الحواجز في طاش ما طاش، والذي كان في زمنٍ مضى أحد أكثر الأعمال شراسة في النقد، وفي المقابل كانت ردة الفعل شراسة أخرى في الهجوم عليه.

وبالعودة إلى ناصر القصبي علينا أن نوضح للجميع فكرة التمثيل وما هو دور الممثل، فالهجوم والغضب انصب على ناصر وحده رغم أنه جسد رؤية كاتب العمل "خلف الحربي" فحسب؛ ولذلك أقول لكل من هاجموا "شخصه" تريثوا واستوعبوا الفن أولا ثم انتقدوا بعِلم، وبالعودة إلى السؤال أعلاه: هل أخطأ ناصر القصبي؟ وجهت هذا السؤال لنفسي أولا فوجدت الجواب سؤالا آخر وماذا فعل ناصر؟ هل تجسيد الواقع جريمة؟ هل تبلى على فئة من المتطرفين أم نقل واقعهم وكشف تشددهم؟ بل والسؤال الأهم كيف لثلاث حلقات أن تزلزل كيان البعض، وتجعلهم يكفرون من جسد مشهدا من الحقيقة المُرة للواقع المرير؟

والسؤال المتكرر يتردد هل ما زال البعض يخلط بين انتقاد من يتشدق بالدين وبين انتقاد الدين نفسه!

فمن المؤسف أن أغلب المهاجمين يرددون عبارة "أن القصبي استهزأ بالدين أو برجال الدين!" وهذا شيء مؤسف بحق، أن نخلط بين "دين" وبين أشخاص يدعون أنهم أوصياء على هذا الدين.

لذلك، أتمنى لهم بل وأدعو الله لهم بأن يفيقوا قبل أن يفاجأوا يوما بنهاية تشبه المشهد الأخير الذي كانت فيه نظرات القصبي بألف رواية سينمائية.

خاتمة: لا يزال البعض يعتقد أن الفن فقط رقص وعُري، كلا يا سادة، الفن رسالة وسلاح إن أجدنا استخدامه كان لنا المرآة التي تُظهر لنا عيوبنا لنعالجها.