في الوقت الذي يلتزم اللاعبون الأوروبيون خلال معسكرات أنديتهم بعدم استخدام الكاميرات والتركيز على تدريباتهم، ينشط لاعبو الأندية السعودية في التقاط صور للتدريبات وصور سيلفي ونشرها رغم وجودهم في المعسكرات، الأمر الذي لا يتعارض مع أنظمة "الفيفا" التي تركت تحديد اللائحة الداخلية للأندية.




في الوقت الذي يمنح الاتحاد الدولي لكرة القدم" الفيفا" الحرية للأندية الرياضية في وضع آلية اللوائح الداخلية التي تنظم طريقة التعامل مع لاعبيها المحترفين، حتى عمدت كثير من الأندية في المملكة إلى منع اللاعبين من التحدث مع وسائل الإعلام دون إذن مسبق من المركز الإعلامي، وفرضت عليهم عقوبات، إلا أن اللافت أن اللاعبين السعوديين يستخدمون الأجهزة الذكية بما تحتويه من كاميرات تصوير وفيديوهات بشكل كبير خلال وجودهم في التمارين والملاعب والمعسكرات، على عكس ما يحصل في أوروبا، حيث يلتزم اللاعبون بعدم استخدام الكاميرات احتراما لمهنتهم الاحترافية.

وعلى النقيض نجد اللاعب السعودي يهتم بتصوير ما يقوم به أثناء التدريبات والمعسكرات ونشره في مواقع التواصل الاجتماعي، وهو الأمر الذي يعكس عدم اهتمام لاعبينا بمهنتهم واحترافيتهم، وظهر ذلك جليا خلال المعسكرات الخارجية التي تقيمها الأندية حاليا خارج المملكة وتحديدا أوروبا، استعدادا لمنافسات دوري عبداللطيف للمحترفين لكرة القدم الذي سينطلق خلال أغسطس المقبل.

ويلاحظ أن التقاط اللاعبين الصور والفيديوهات أثناء رحلاتهم وتنقلاتهم وتدريباتهم في أحواض السباحة وبين الحقول وعلى أعالي الجبال يشغلهم كثيرا، وأنهم حريصون على توثيق كل هذه التحركات، ومن ثم نشرها عبر حساباتهم الخاصة في مواقع التواصل.

وأكثر اللاعبين الذين لا يكاد يتوقف عن نشر صوره في مواقع التواصل الاجتماعي هو مهاجم الفريق الأول لكرة القدم في نادي النصر نايف هزازي الذي لا يمر يوم إلا ويقوم بنشر صوره وهو يمارس السباحة أو خلال تدريب فريقه في الملعب، إضافة إلى أنه يلتقط فيديوهات مع زملائه اللاعبين، خصوصا شايع شراحيلي، صاحب الحركة الشهيرة والمضحكة في تخويف المشاهد.

كما تداولت مواقع التواصل الاجتماعي أخيرا مقطع فيديو للاعب الأهلي مصطفى بصاص وهو يعاني مشقة التدريبات التي فرضها على اللاعبين المدير الفني للفريق السويسري كريستيان جروس، بتسلق جبال موتاز في سان مورتيز التي ترتفع 4 آلاف متر عن سطح البحر في سويسرا.

وكثيرا ما يلتقط صانع لعب الأهلي حسين المقهوي صورا لنفسه عبر "السيلفي"، الذي يجسد للاعبين كثيرا من ذكرياتهم في الخارج، حيث تظل الصورة أكثر تعبيرا من الحديث.

وفيما يحرص لاعبو الاتحاد على الصور الجماعية بصورة أكبر، يظل لاعبو الشباب الأقل ميلا لالتقاط الصور والفيديوهات، عدا الظهير الأيمن للفريق حسن معاذ الذي يتواصل مع الجماهير كثيرا في موقع "فيسبوك".

ويتابع كثير من الجماهير السعودية مواقع التواصل الاجتماعي لمعرفة الحياة الخاصة للاعبين المفضلين لديهم، خصوصا في أسفارهم، ومواكبة طريقة ارتدائهم للملابس وقصات الشعر، كنوع من التقليد لهؤلاء النجوم بما يتميزون به، ويحرصون على التواصل معهم والتعليق على صورهم، حيث يحظى اللاعبون بعدد كبير من المتابعين يصل إلى مئات إلى الألوف بل يتجاوز المليون.

من جانبه، قال المستشار القانوني خالد أبوراشد لـ"الوطن" إن الفيفا لا يمنع هذا الأمر بشكل صريح ومباشر، لكنه منح الأندية حق وضع لوائحها الداخلية، كما ترى، وتحديد العقوبات اللازمة لمن يخالف تعليماتها الإدارية، والأمر يعود هنا في كيفية استخدام الأجهزة الذكية إلى المدير الفني أو الإداري للفريق.

وأضاف "أرى أنه يجب تقنين استخدامات الصور ونشرها في مواقع التواصل الاجتماعي، بوضع آلية محددة في النادي للاعبين بعدم التصوير مثلا في النادي أو الملعب أو المعسكرات، بهدف عدم التعرض لنشر صور أو مقاطع صوتية ربما تثير الجماهير أو تؤثر في اللاعبين الآخرين أو يتم تفسيرها بشكل مختلف، ويمكن أن يمنع المدرب أو الإدارة اللاعبين من تداول اسم النادي أو الحديث عن المدرب لكي لا يساء الفهم من قبل الآخرين، مع وضع عقوبات على من يخالف التعليمات".