إن التشكيك في النوايا أمر منهي عنه، ولكن لنا ظاهر الأمر، فقد كثرت في الآونة الأخيرة مسألة التصوير في أماكن العبادات، ففي الحرم المكي تجد أحدهم يؤدي عمرة، أو في المدينة زيارة لمسجد الحبيب، عليه الصلاة والسلام ، ثم يقوم بتصوير نفسه ومن معه، أو تسجيل مقطع مرئي ويتحدث فيه ويدعو باستهزاء، وكأنه لا يعلم أن الدعاء مخ العبادة.

فالعبادات من صلاة وزكاة وعمرة أو حج جميعها ينقطع فيها العبد عن الناس ويتجه بقلب خاشع إلى الخالق جل في علاه، أما أن يلتقط الشخص لنفسه صورة أو فيديو وهو يؤدي أحد هذه الأعمال، فالخوف كل الخوف أن يدخل في الرياء، وكما يعلم الجميع أن العبادات في الإظهار والإخفاء ثلاث: ما شرع مجهورا مثل الأذان والخطب، وما يكون إسراره خيرا من إظهاره كالأذكار، وما يخفى تارة ويعلن أخرى، كالصدقات فإن خاف على نفسه الرياء كان الإخفاء أفضل، والإخفاء في العبادات هو نهج الصحابة عليهم رضوان من الله.

الخير في أمة نبينا، صلى الله عليه وسلم، إلى قيام الساعة، وناس كُثر لا أحد يعلمهم إلا الله يتصدقون ويتبرعون لمختلف الجهات الخيرية، ولكن هؤلاء الناس لا يحبون أن تظهر أعمالهم للناس، وما تقوم به بعض الجهات هداهم الله من إعلان عن تبرع الشيخ الفلاني بعدد من الأدوات الكهربائية لعدد من الأسر، فإني هنا أسالك بالله أخي القارئ الكريم لو كنت مكان هذا المحتاج أو أنت محتاج هل تحب أن يعلن أنك أخذت شيئا من هذه الأدوات إما بتصوير أو خلافه.

التوثيق ربما يكون مطلبا في الوزارات، ولكن هناك توثيق بخلاف التصوير والإعلان، وفي شهر الخير وجدت تسابقا من الجهات الخيرية على التفنن في الدعاية والإعلان لمنتجاتها، الأمر في نظري تجاوز عمل الخير إلى: ها نحن نعمل.