أجزم أن كل دولة من دول العالم يهمها الاكتفاء الذاتي من أبنائها في كل شؤون حياتها وعلى رأس القائمة الاكتفاء بشبابها لحماية أوطانها ومواطنيها وإسعادهم وترسيخ الأمن ليأمنوا على أنفسهم وأعراضهم وأموالهم، ومن الأمن أيضا الأمن الصحي.

ومن هنا أقول لا يخفى على كثير منا، مسؤولين ومواطنين، حرص حكومتنا أعزها الله على اكتفاء وطننا بأبنائه في مختلف المجالات وعلى رأسها المجالات الصحية، ومنها التمريض، فقد أولت صحة المواطن جل اهتمامها، وترتب على ذلك حرصها على توطين تلك المهنة العظيمة، ففتحت المعاهد للبنين والبنات منذ أكثر من 56 عاما، ولم تكتف الدولة بالمعاهد الحكومية، بل اعتمدت معاهد صحية خاصة في مختلف المدن، كل هذا من أجل تقديم الخدمات التمريضية على مستوى عال، علما أن أول معهد صحي تم افتتاحه عام 1379-1380هـ وفى عام 2013 جرى تحويل جميع المعاهد إلى كليات وفقا لتوجيهات منظمة الصحة العالمية، من أجل الارتقاء بالخدمات التمريضية والفنية إلى مستوى أجود من سابقه.

ومن هنا، أصل إلى بيت القصيد، ألا وهو أن التمريض يعدّ مهنة خدمية صحية عظيمة لدرجة أن الممرضات وصفن بملائكة الرحمة، نظرا للطف وحسن التعامل مع المرضى والأخذ بخواطرهم عند الملمات، ولكن يا ترى هل نرى تلك الممارسات تتجلى ببناتنا الممرضات حقيقة وحسب الروايات التي أسمعها من قريباتي عن ممرضات مركزنا الصحي "الروابي"، إنهن تجردن من وصف ملائكة الرحمة نظرا لتعاملهن مع المريضات بأساليب غير مرضية، فلا يحترمن الكبيرات ولا يقدرن الأخريات، أسلوبهن جاف وغطرسة متناهية وأصوات نشاز وإهدار وقت، فتصوروا أن امرأة تريد فحص السكر أو الضغط لتطمئن، فلا يمكن إلا بموعد أو تحويل من الطبيبة، وتصوروا أن الأخرى لما طال انتظارها ذهبت لتنادى الممرضة التي أمطرتها بالعبارات الساخرة، لأنها كانت تفطر، يا عجب ومن الذي أجاز لها أن تأخذ من وقت المرضى لتفطر، والحديث عن أساليب الممرضات بنات الوطن مع المراجعات يؤلم النفوس.

وهنا أسأل: أليس من ضمن مقررات تعليم التمريض طرق للتعامل مع المرضى؟ في حين نجد أن تعامل الممرضات الأجنبيات، خصوصا الفئة الفلبينية مع المرضى، كله لطف واحترام، إذا رأت ما يؤلم المريض مقرونة بالابتسامات، وتلك الصفات للأسف لم نجدها في بنات بلدنا، ولسان حال المريض يقول: يا هلا يا الأجنبيات.