أكد خبراء في الشأن الإيراني أهمية التصريحات التي جاءت على لسان وزير الخارجية المصري السفير سامح شكري أول من أمس، التي أكد فيها أنه لا نية في الوقت الراهن إلى رفع مستوى التمثيل الديبلوماسي بين مصر وإيران، مشيرا إلى أنه باق على مستواه الراهن وتأكيده على أن مصر تعتبر أن كل ما يمس الأمن القومي العربي أو أمن الخليج يمس الأمن القومي المصري بشكل مباشر، وأن مصر ترفض التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية لأي دولة عربية وتتوقع من كل الدول على المستوى الإقليمي والدولي اتخاذ القواعد الحاكمة للعلاقات بين الدول القائمة على عدم التدخل في الشؤون الداخلية، والاحترام المتبادل والعمل على تحقيق السلم والاستقرار.

وقال مساعد وزير الخارجية الأسبق السفير جمال بيومي "إن أي تطور في العلاقات المصرية الإيرانية مرهون بأن تظهر إيران حسن نواياها لدول المنطقة بصورة عامة ولدول الخليج العربي بشكل خاص، وأن تعلن طهران بصورة قاطعة عن وقف تمويلها للحوثيين في اليمن أو حزب الله في لبنان، ولا ننسى أن إيران هي التي دفعت العلاقات المشتركة بينها وبين مصر إلى التوتر منذ نهاية السبعينات من القرن الماضي، من خلال إطلاق اسم خالد الإسلامبولي قاتل الرئيس الراحل أنور السادات على أحد أهم شوارعها، وعندما احتجت مصر غيرته إلى الشهيد، في إشارة إلى إصرارها على أن يكون هناك عداء بينها وبين مصر.

وأضاف، أن الأمر مرتبط في المقام الأول بالأمن القومي العربي والخليجي خاصة، الذي يعد امتدادا لأمن مصر، وهو ما سبق أن أكدنا عليه مرارا وتكرارا.وقال الخبير في الشؤون الإيرانية الدكتور محمد عبدالقادر، إن أي تحرك مصري رسمي أو غير رسمي تجاه إيران يبقى رهينا بمسار العلاقات الخليجية الإيرانية، وتحديدا بعلاقات طهران مع كل من المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين، وذلك في ظل إصرار إيران على التدخل في الشؤون الداخلية لدول الخليج، واستمرار احتلال إيران للجزر الإماراتية الثلاث، طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى، والزعم بأن الخليج العربي هو خليج فارسي، وتمويلها لنشر التشيع هناك، فضلا عن أنها هي التي بدأت بالمواقف العدائية تجاه مصر خاصة في ظل تصريحاتها حول نشر التشيع والحسينيات بما يؤدي في النهاية إلى تهديد أمن المنطقة، ومنذ تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي حكم مصر اعتاد على التأكيد بأن أمن منطقة الخليج العربي جزء من أمن مصر، ما يعني أن أي تطور في العلاقات المصرية الإيرانية مرهون بالحفاظ على أمن الخليج.وكان المتحدث باسم الخارجية المصرية السفير بدر عبدالعاطي، أكد الأسبوع الماضي رفض مصر الكامل التدخل الإيراني في الشؤون الداخلية للدول العربية.

يذكر أن العلاقات بين مصر وإيران ما تزال على مستوى رعاية المصالح منذ أكثر من ثلاثة عقود، حيث يترأس السفير خالد عمارة مكتب رعاية المصالح المصرية في طهران، بينما يترأس السفير محمد محموديان مكتب رعاية المصالح الإيرانية بالقاهرة.

على صعيد اخر، لقي 24 شخصا مصرعهم، وأصيب 21 آخرون أمس، إثر حريق شب في مصنع للأثاث بمحافظة القليوبية شرق العاصمة المصرية القاهرة.

وقال المتحدث باسم وزارة الصحة المصرية إن حصيلة الضحايا مرشحة للارتفاع. ويعاني المصابون من حروق متفاوتة، وبعضهم في حالة خطرة.

وذكر مصدر أمني بمحافظة القليوبية أن الحريق اندلع في مصنع للأثاث بمدينة العبور بالقليوبية، بسبب انفجار أسطوانات غاز أثناء نقلها داخل مصعد بالمصنع. وفيما سعى عناصر الدفاع المدني لإخماد الحريق، تصاعدت أعمدة الدخان عاليا.