في رمضان تزدحم الشاشات بالأعمال من كل نوع، الخليجيون مزاجهم كوميدي بالدرجة الأولى، الكوميديا المنفلتة نجومها أقرب إلى "التبهلل"، سريعو الحركة، يعتمدون على "الإفيهات" والأزياء المهترئة وردود الأفعال الباردة، لعبة قديمة تتجدد لكن المشاهدين لا يملونها، بلا قصص بلا تفاصيل لكنها تبقى، يعيدون مشاهدتها كلما حانت الفرصة، حالة دائرية مغلقة، لطيفة وغير مكلفة لا يفهمها سواهم.

أما الدراما فستكون مليئة بالقصص العائلية، يندر أن يوجد مسلسل خليجي بلا عائلة وصراع حول المال والصلاحيات والاستحواذات والخدم والأثاث والسيارات واتصالات الهواتف المتنقلة، يحب نجوم الخليج إجراء المكالمات، مشاهدهم مليئة بها، كما لا يمكن أن تجد مشهد "أكشن" وحيدا، الدراما الخليجية لا تعترف بالـ"أكشن" قلّ أن تشاهد مجرد مشاجرة ولو في الشارع، مثالية زائفة، الشرطة تحضر في آخر حلقة مع جملة حوادث شلل وحوادث مرورية وجلطات وبكاء ودموع، يحضر الموت في الحلقة الأخيرة دوما وبنشاط عجيب، أسهل طريقة لإنهاء العمل أن يموت الأبطال، فيما أذكر لا يوجد أحد يرحل أو يسافر أو يغيب، الموت والسجن يتكفلان بحل القضايا، عائلة أو عائلتان في الأغلب محور كل الأحداث، وهذه فكرة بدأت مع مسلسل بحريني شهير عرض قبل عشرين عاما عنوانه "أولاد بو جاسم" اجتمع فيه حشد من نجوم الدراما الخليجية بحرينيون وكويتيون وسعوديون وأخرجه المصري الشهير "مجدي أبو عميرة"، وكتبه المؤلف المصري أيضا "محمد جلال عبدالقوي" كانت حبكة محترفة وجذابة ألهمت آخرين على تتبع النهج ذاته، بعدها جاءت موجة استمرت حتى يومنا هذا لكنها أقل بمراحل من ذلك العمل المهم والمحبوك.

كما أن هناك جمهورا موسميا للبرامج الدعوية التي تستثمر السير والأحداث من التاريخ الإسلامي وشخصياته الخالدة والوعظيات، أبطالها نجوم يكررون كلامهم ومعلوماتهم، يغيرون "الأستوديوهات" فقط، ورغم ذلك لهم جمهور يفضّل إعادة سماع ما يقولون، مزاج الخليجيين مثلهم.