إنما الأمم الأخلاق ما بقيت … فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا

صلاح أمرك للأخلاق مرجعه … فقوّم النفس بالأخلاق تستقم

وقبل ذلك، وجهنا المولى عز وجل بأن نحسن اختيار ألفاظنا وندقق فيها: {ما يلفظُ من قَولٍ إِلَّا لَدَيِه رَقِيبٌ عَتِيدٌ}، أي أنه لا كلمة تخرج من اللسان إلا وتكتب إما من ملك اليمين أو الشمال، وأول من يسمع اللفظ هو الله جل في علاه.

وجاء في سنن الترمذي من حديث أبي الدرداء: "ما من شيء أثقل في ميزان العبد يوم القيامة من حُسن الخلق".

ولكن أحداث نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين بين الهلال والنصر "السلبية"، مازالت ساخنة ومؤذية، وصادقت على وجود كثيرين – وللأسف الشديد – أسوأ من مرتكبي "سوء السلوك" وبذاءة القول والفعل، لاسيما من هم في منابر تنويرية أو في مواقع المسؤولية.

وإذا كنا نلوم اللاعبين الخارجين عن الروح الرياضية: حسين عبدالغني وناصر الشمراني ومحمد عيد وحسن الراهب الذين تسببوا في تشويه التتويج الملكي وكان يجب عليهم عدم الرد على استفزازات وصيحات الجماهير، فإن اللوم كل اللوم بحق إعلاميين دخلوا في نفق الميول دفاعا عن المسيئين، وأكثر منهم سوءا بعض القياديين الرياضيين والقانونيين، قبل أن تستفحل الأمور باستقالة "رئيس لجنة الانضباط" وتغريداته، وبيان "الأمين العام".

كل هذا تشويه وتضييع لأخلاقيات الرياضة وفروسيتها بين مختلف الفئات، مادام أن "السلطة العليا" رياضيا وكرويا بهذا التهاون واللامبالاة، والدليل تغريدات إبراهيم الربيش رئيس لجنة الانضباط التي برر بها استقالته، وما بعدها من ردود، وكذلك بيان أحمد الخميس أمين عام الاتحاد السعودي لكرة القدم.

ضاعت الأخلاق بألسنة مسؤولين وبخلل المنظومة في تراتبية عملها وتعامل منسوبيها والتلاعب قانونيا ولوائحيا وفرد عضلات من طرف وتباهي طرف آخر بكرامة العمل، وصمت قياديين.

وزاد في ضياع هيبة "مجلس اتحاد القدم" وتفتيت سمات الرياضة وقوانينها تسبيب العقوبات بحجم المناسبة فقط، والأكيد أننا جميعا يجب أن نكون أكثر حرصا على احترام تشريف الوالد القائد الملك سلمان، واحترام قيمة البطولة وأن نضاعف عقوبة من يسيء في هذا المقام، لكن من المعيب برياضتنا وتشويهها أن نتجاوز عن أساليب رخيصة وأخطاء "سلوكية" بحجة أن "لائحة الانضباط" لا تأخذ بغير ما يعرضه الناقل الرسمي. يا سادة يا كرام يا خبراء يا أحبة، أليست "الأخلاق" أهم شيء؟ إذن "هل ذهبت أخلاقكم"؟!

إذا لم نحافظ على أخلاقنا، بل إذا لم تكن الأخلاق أساس الرياضة فلا بارك الله فيها من "كورة".

وإذا لم يتشدد جميع المسؤولين في ردع كل من يمس الأخلاق والسمات الجميلة فهؤلاء لا يستحقون البقاء دقيقة واحدة.

وإذا كان اتحاد القدم غير قادر على التفاهم مع لجنة من لجانه في المحافظة على أخلاقيات الرياضة فهو غير جدير بقيادة اللعبة. وإذا كان عضوا أو رئيس لجنة أو الأمين العام يتأثر بميوله فيجب ألا يكون له وجود.

وفي هذا المقام ومن خلال متابعتي، فإن الأمين العام "وجه" بالتحقيق وإقرار عقوبات، وهذا من صلب عمله. وفي المقابل رد رئيس لجنة الانضباط بما تمليه لائحة لجنته وهذا حماية له. ورد الأمين بما يناقض رئيس اللجنة. وهذا يبرهن على مدى ضعف وتوتر العلاقة بينهما وأن أحدهما أو كلاهما ضحية فهم خاطيء أو ضعف مسؤولية أو مثلما يفسره البعض: "ميول"..!!

وهنا أقول إن الكثير من الإعلاميين أفسدوا كل ما هو جميل بدافع الميول والتشكيك في كل شيء على حساب الأمانة والمصداقية والمهنة.

تغريدة: اللهم الطف برياضتنا وخلصها ممن يكيد بها.