بينما تتجه الأزمة التي تعصف بسورية منذ أكثر من أربع سنوات نحو النهاية ببطء شديد وسط تقدم المعارضة المناوئة لنظام بشار الأسد وتحقيقها مكتسبات على أرض الواقع، انتخب الائتلاف الوطني السوري المعارض خالد خوجة ( 50 عاما) رئيسا له لفترة رئاسية ثانية وأخيرة مدتها ستة أشهر، بعد فوزه على منافسه موفق نيربية في ختام اجتماعات الدورة الـ23 للائتلاف في مدينة إسطنبول التركية صباح أمس.

وأوضحت مجلة "ذي إيكونومست" البريطانية أمس مكتسبات المعارضة السورية صارت تضيِّق الخناق على نظام الأسد أكثر من أي وقت مضى، وأن البلاد تشهد صيفا دمويا، ولكن هناك مؤشرات على اقتراب انتهاء الأزمة في المستقبل القريب، وأوضحت أن مساحات الأراضي التي تسيطر عليها قوات النظام آخذة في الانكماش.

وأشارت المجلة إلى أن "جيش الفتح" المناوئ للنظام السوري يحرز تقدما ملحوظا على أرض الواقع، فبعد سيطرته على منطقة إدلب، شمال غرب البلاد، صار يهدد المناطق الزراعية وسلسة الجبال الساحلية التي تمثل معقل الطائفة العلوية التي ينحدر منها الأسد. كما أشارت إلى تقهقر قوات الأسد وفقدانها السيطرة على مدينة تدمُر جنوب البلاد على طول الحدود مع الأردن، وذلك أمام جماعة متمردة أخرى ممثلة في تنظيم داعش.

ونسبت إيكونومست إلى محللين قولهم إن أسباب تقهقر قوات النظام السوري تعود في معظمها إلى الدعم المتزايد الذي تتلقاه المعارضة المناوئة للنظام، خاصة من تركيا، والذي يتمثل في زيادة حجم الإمدادات العسكرية وفي نوعيتها المتطورة، مما يحدث خللا في الميزان العسكري لصالح الفصائل المناوئة لنظام الأسد.

وأضافت أن سببا آخر لتراجع النظام السوري يتمثل في تعرض قواته للاستنزاف والانشقاق، وأن الأسد لم يعُد يملك قوات نظامية قابلة للانضباط أو قادرة على الاحتفاظ بمواقعها على جبهات متعددة للقتال في البلاد.

كما أن النظام صار يعتمد بشكل متزايد على ميليشيات شيعية أجنبية على شكل "متطوعين"، بما في ذلك مقاتلون أفغان وعراقيون تدربوا في إيران أو مقاتلون من حزب الله اللبناني.

إلى ذلك، قال الائتلاف الوطني السوري المعارض إن خوجة حصل على 59 صوتا فيما حصل موفق نيربية على 38 صوتا خلال الانتخابات التي جرت عقب الاجتماع.

وأشار في بيان إلى أن عضوين امتنعا عن التصويت من أصل 99 شاركوا في الاجتماعات وغاب ستة آخرون ويبلغ عدد أعضاء الائتلاف الكلي 105.

وأشار المسؤول الإعلامي في الائتلاف أحمد كامل إلى أن الانتخابات جاءت في ختام اجتماعات الهيئة العامة للائتلاف في دورته الـ23، والمؤلفة من 106 أعضاء، بعد انسحاب العضو الممثل للجان التنسيق المحلية.

وفاز كل من محمد يحيى مكتبي بمنصب الأمين العام، وهشام مروة ومصطفى أوسو ونغم غادري كنواب للرئيس.

وعلى صعيد الهيئة السياسية المعنية بتمثيل الائتلاف في المؤتمرات والمفاوضات ومتابعة الشؤون المستعجلة التي تضم 19 عضوا، فتم انتخابها أيضا.