تتجه المملكة إلى الاستزراع السمكي من خلال إعداد خطة لعدة سنوات تتوقع معها إنتاج مليون طن من الأسماك لسد العجز الحاصل في هذا القطاع، مما جعل أسعار الأسماك تتدرج في الارتفاع في السوق السعودي، الأمر الذي سيجعل أسعارها في متناول الجميع، هذا ما أكده وكيل وزارة الزراعة والمتحدث الرسمي باسمها المهندس جابر الشهري خلال حديثه إلى "الوطن"، كاشفا أن المملكة تغطي 35% من احتياجاتها من الإنتاج المحلي لسوق السمك سواء كان من المصائد أو الاستزراع بحوالي 300 ألف طن في السنة.

وقال المهندس الشهري إن الطلب في تزايد على الأسماك سواء على المستوى المحلي والعالمي نتيجة الوعي الصحي وتوجه المستهلكين إلى الغذاء البحري باعتباره أفضل من اللحوم الحمراء، مما أدى إلى ارتفاع أسعارها، مستبعدا عملية المقارنة ما بين الأسعار العالمية والمحلية، كون أنواع الأسماك تختلف بين بيئة وأخرى، وأن كل منطقة لديها أسماك معينة يرغبها المستهلكون، وبالتالي تختلف نسبة الإقبال على نوعية الأسماك في آسيا وأوروبا وغيرها من القارات.

إلى ذلك، وثقت غرفة الرياض في كتاب صدر حديثا أهم الأعمال البحثية التي أنتجتها عبر مركز البحوث والدراسات منذ تأسيسه عام 1400 (1980) وحتى عام 2013، واشتملت على ملخصات الدراسات والبحوث وأوراق العمل التي أجراها المركز في مختلف القطاعات الاقتصادية، ورصد الكتاب الذي حمل عنوان: "أهم الأعمال البحثية لمركز البحوث والدراسات" أهم البحوث التي أعدها في عدد من القطاعات منها القطاع الزراعي، وفي عام 2013 أجرى المركز دراسة: "الثروة السمكية في المملكة.. الواقع والطموحات"، بينت الأهمية الاقتصادية والقيمة الغذائية للثروة السمكية، ودورها في تحقيق استراتيجية الأمن الغذائي بالمملكة، لافتة إلى أهمية هذه الثروة كمصدر رخيص للبروتين، وكقيمة غذائية غنية بالفيتامينات، فضلا عن دخولها في كثير من الصناعات الغذائية، مما يجعلها تدر دخلا اقتصاديا عاليا.

ولفتت الدراسة إلى أن إنتاج المملكة من الأسماك والروبيان تضاعف من 55 ألف طن عام 1998 إلى ما يزيد على 100 ألف طن عام 2010، لكنها أشارت إلى أن الإنتاج لا يكفي الاستهلاك المحلي، حيث تضطر المملكة إلى سد النقص في احتياجاتها عن طريق الاستيراد، وهو ما يعني وجود فرص استثمارية جيدة للاستثمار في هذا القطاع، إما من خلال الصيد عبر المصادر البحرية الواسعة التي تمتلكها المملكة في البحر الأحمر والخليج العربي، أو من خلال تنمية الاستزراع السمكي، وعن الإنتاج العالمي من الأسماك أشارت الدراسة إلى أنه بلغ 148.5 مليون طن في عام 2010.