خالف النقاد حمد الدبيخي وعبدالله فوال وعبدالرحمن الحمدان انتقادات بعض الإعلاميين والجماهير الرياضية لمعسكرات الأندية السعودية المقامة حاليا في أوروبا من حيث إنها سياحية أكثر من كونها ذات فائدة فنية، وأيضا تتخللها مباريات ودية مع فرق مغمورة يعتقد البعض أنها تابعة لشركات لا أندية، في الوقت الذي تحرص فيه أندية القارة العجوز على إقامة مواجهات قوية بينها خلال البطولات التي تقام حاليا في أميركا الشمالية وآسيا.

ويكاد لا يستحضر المشجع السعودي أسماء الفرق التي واجهتها أنديته ومنها ليز البلجيكي وإيجلز الهولندي وبافينو الإيطالي التي لعب معها الشباب والتعاون والاتحاد، وسليرينا وفوذنذفيل وبيل ومورجيس وفرايبورج السويسريين التي قابلها الأهلي، وغازي عنتاب وأخيسا سبورت التركيين وهيلاس فيرونا وأدونيس الإيطاليين اللذين التقى بهما الهلال.

وشدد الدبيخي وفوال على أهمية هذه المعسكرات من الجانب النفسي أولا ثم الفني بملاقاة فرق متوسطة المستوى لتنفيذ بعض الجمل التكتيكية، وعلى ضرورة مواجهة أندية قوية قبل انتهاء المعسكرات بفترة وجيزة للوقوف على المستوى العام لكل فريق.

الهدف الانضباط

ويرى حمد الدبيخي أن الهدف من المعسكرات الخارجية لا يعني أن تتخللها مباريات ودية قوية بل الانضباط بين اللاعبين من نواحي الغذاء والنوم والابتعاد عن الأصدقاء والالتزامات الأسرية والاجتماعية.

وقال: "لا نستطيع أن ننتقد الأندية السعودية حاليا حتى نرى ماذا ستقدم من إنجازات عندما تعود إلى المملكة، خصوصا أن الجهاز الفني لكل فريق ربما لا يجد الفرق المناسبة للتباري معها، وبذلك يسعى إلى ملاقاة فرق ذات مستويات عادية كجانب معنوي أو نفسي يعتبرها تغييرا للاعبين من التدريبات الروتينية اليومية أو سعيا لتنفيذ تكتيكات معينة، لكنه يتطلب فيما بعد وقرب نهاية المعسكرات أن يكون قد نجح في تأمين مباريات تجريبية قوية قرب بداية الموسم الرياضي لتطبيق الشكل الدفاعي والهجومي أي التركيز على الجانب الفني. وعلى الجهاز الفني أن يطلع على شكل الفريق الذي سيلعب في الموسم الرياضي الجديد من خلال هذه المباريات الأخيرة القوية، أما قبل ذلك فهو لا ينظر إلا إلى مرحلة الإعداد فقط".

تكتيكات فنية

من جانبه، شدد لاعب الاتحاد السابق عبدالله فوال على ضرورة أن يلعب كل فريق سعودي خلال معسكراته الخارجية مع فرق متوسطة المستوى كي يطبق فيها المدرب تكتيكات فنية معينة، ثم يواجه بعد ذلك فريقين أو أكثر من الفرق القوية في نهاية المطاف استعدادا لمنافسات الموسم الجديد.

وقال: "تابعنا أخبار معسكرات الأندية السعودية في أوروبا ووجدنا أن المباريات أقيمت مع فرق ضعيفة في مستوياتها الفنية، ولكن هذا لا يهم حيث إن هذه المعسكرات إيجابية جدا فهي تخلق نوعا من الألفة بين اللاعبين وهي أيضا فرصة لإذابة أي خلافات قديمة، ويصل فيها اللاعب إلى مستوى عال من التركيز والصفاء الذهني لبعده عن مكان أسرته ومجتمعه". وأضاف: "أعود وأؤكد أن على المدربين الحرص على ملاقاة أندية قوية قرب نهاية المعسكرات لضمان ارتفاع المستوى العام للفرق".

التدرج مهم

من جهته، نصح المدرب الوطني عبدالرحمن الحمدان الفرق السعودية بالاستفادة من المباريات الودية التي تلعبها في الخارج بشتى الطرق، وقال: "الاحتكاك مطلوب مع الفرق المتوسطة والكبيرة، أما الاحتكاك مع الفرق الضعيفة يعد خسارة كبيرة للأندية لأن المعسكرات أصبحت مكلفة جدا ماديا وهي ليست للسياحة". وأضاف "يحدث أن تقام مباريات مع فرق ضعيفة في بداية المعسكرات ولكن بالتدريج حتى مقابلة الفرق القوية".