اعتادت الأندية العالمية أن تقوم بجولات ترويجية أثناء فترة استعداداتها للموسم الجديد وهذا أمر بديهي وأساس لرفع القيمة السوقية لعلاماتها التجارية والتي تحظى بحماية كاملة وانتشار دولي يمكنها من تحقيق عوائد مالية ضخمة سواء من بيع حقوق النقل التلفزيوني لأسواق جديدة أو زيادتها في الأسواق الحالية، والأمر ينسحب كذلك على مبيعات قمصان الفريق والمنتجات الأخرى المتنوعة المرتبطة بمتاجر النادي سواء الفعلي منها أو الافتراضي على الإنترنت.

هذا التسويق الاحترافي لم يكن سينجح لولا توفر عوامل النجاح تدعمها قيمة الدوريات التي تلعب بها تلك الأندية والتي تمثل قمة كرة القدم في العالم وقبلة المتابعين لهذه المجنونة.

ومع ذلك لم تكتف تلك الدول بما حققته أنديتها بل كان السعي حثيثا لزيادة الحصة العالمية في حجم المتابعة، فكان أن سمحت بنقل بعض مباريات بطولاتها المحلية لتقام في دول أخرى بعيدة عنها كذلك تغيير مواعيد إقامة بعضها الآخر حتى يناسب ذلك جماهير أخرى عاشقة تبعد آلاف الكيلومترات عنهم.

كل ذلك يحدث بعد أن أرست قواعد راسخة وأنظمة واضحة وصريحة لبطولاتها ووفرت بيئة مناسبة لحضور الجماهير بكل يسر وسهولة تجعل من حضور الملاعب رحلة جميلة لكل أفراد الأسرة ووقتا طيبا يقضونه في إجازتهم الأسبوعية.

وإذا ما عدنا لما يحدث عندنا نجد الفارق شاسعا بيننا وبينهم في كل الاتجاهات والزوايا، فلا نقارن بهم فنيا ولا ننافسهم تسويقا ولا نتفوق عليهم في أي مجال من مجالات كرة القدم وما يرتبط بها، بل إننا لا نزال نحصل غالبا على التذاكر من أكشاك دون تحديد للكراسي، ونحضر قبل المباريات بساعات عديدة ونتعرض للمضايقات قبل الدخول، ويكون حضورنا لأي مباراة غالبا رحلة مريرة تستنزف قوانا وتنهك عقولنا في التفكير بسؤال عريض: لماذا لا يزال يحدث ذلك لدينا؟

لماذا لا نأخذ منهم ما أبدعوا فيه من تنظيم للمباريات والمسابقات وكيفية تسويقهم لبطاقات الموسم لكل ناد، وكيفية تسجيل بيانات كل من حضر لتكون الأولوية في الحصول على التذاكر لمن لديه سجل حضور سابق أكثر لمؤازرة فريقه، وغيرها الكثير من مميزات ومحفزات للجماهير للحضور والمتابعة.

هي أساسيات يتم وضعها لرسم قصة نجاح حقيقية أما أن نحاول أن نقفز عن واقعنا وأن نظن أننا نستطيع أن نسوق مسابقاتنا وأنديتنا دون أن نرسخ علامة الدوري المحلي جيدا ونزرع الثقة في عقول المتابعين بما يقدم لهم من عمل حقيقي، ظنا أننا سننال النتائج نفسها أو حتى أن نحاول لفت النظر إلينا بهذا الشكل فهو انتحار تسويقي لعلامة تجارية تعد جديدة ولم تصنع لنفسها قيمة حقيقية في عالم كرة القدم العالمية.

وخير مثال على ذلك ما يروج له محمد النويصر رئيس رابطة دوري المحترفين من حين لآخر عن أفكار لإقامة بعض جولات الدوري في دول خليجية أخرى، وما يتم تداوله الآن عن نية إقامة السوبر السعودي في لندن، قد أستطيع أن أجد مبررا لمقترحه الأول لأن هناك متابعين خليجيين لدورينا ولكن لم أستطع أن اقنع نفسي بأن هناك عشاقا من الإنجليز لدورينا حتى يحضروا السوبر السعودي، إلا إذا كانت جماهير تشيلسي ستشجع الهلال باعتبارهم البلوز وجماهير الآرسنال سترى النصر كالمدفعجية؟

 

مدارج أخيرة:

241 مليون ديون الاتحاد سددت منها 80% كما ذكر في المؤتمر الصحفي الاتحادي، وليتهم أوضحوا تفاصيل هذه المبالغ الفلكية وأسماء من حصلوا عليها وفي أي عهد وإدارة تمت، وهل ذلك يتضمن السلفة الجديدة التي حصلوا عليه أخيرا أم لا حتى تتضح الصورة أكثر؟

الهلال تعاقد مع لاعبين برازيليين جديدين، ما ميز الصفقتين أنهما تمتا بمنتهى الهدوء والسرية على عكس ما كان يحدث في السابق من تسابق لفضح المفاوضات، ننتظر ظهورهما ليتم الحكم على نجاحها من عدمه.

إعلان الأمير خالد بن عبدالله الابتعاد عن الأهلي كان وقعه كبيرا على الأهلاويين لتتبعه استقالة الرئيس فهد بن خالد ومدير الاحتراف فهد بارباع، هذا الزلزال المفاجئ في القلعة الأهلاوية لا يبشر بموسم كبير لهم بعد خسارة ربان السفينة الأهلاوية وكوادرها التنفيذية.