لقي خمسة من عناصر تنظيم القاعدة مصرعهم فجر أمس، في غارة لطائرة أميركية بدون طيار وسط مدينة المكلا، عاصمة إقليم حضرموت جنوب شرق اليمن. وقال شهود عيان إن القصف استهدف المتشددين في سيارتهم أثناء تحركها في طريق ساحلي شرقي المكلا التي سيطر عليها مقاتلو تنظيم القاعدة في أبريل بعد انسحاب قوات الأمن.

كما أكد مسؤول محلي في تصريحات صحفية أن الغارة استهدفت السيارة بصاروخ واحد أصابها بدقة، وحوّل جثث من كانوا على متنها إلى أشلاء محترقة. وأضاف أن من بين القتلى "قياديا متوسطا" لم يتم الكشف عن هويته.

وبعد وقت قصير من وقوع الغارة بادر عناصر في التنظيم المتطرف إلى إغلاق منطقة الحادث، حيث منعوا المواطنين من الاقتراب من المكان، كما منعوهم من تصوير جثث القتلى، وصادروا هواتف بعض الحاضرين، وسارعوا بسحب أشلاء القتلى وغادروا المكان على وجه السرعة.

في غضون ذلك، أكد شهود عيان أن المتطرفين الذين سيطروا على المدينة قبل عدة أشهر في خضم وقوع أنحاء واسعة من اليمن في قبضة المتمردين الحوثيين الشيعة، بدؤوا ينتشرون بوضوح في كل شوارع المدينة. كما نصبوا نقاط تفتيش في كثير من شوارع المدينة، ووضعوا آليات عسكرية ومدرعات وسط الأحياء السكنية، ما أثار حفيظة كثير من السكان الذين أشاروا إلى أن وجود هذه الآليات بالقرب من منازلهم يعرض حياتهم لخطر حقيقي، لا سيما في حال استهدافها بغارات، سواء من طائرات التحالف أو الطائرات الأميركية، إلا أن المتشددين رفضوا سحب آلياتهم، وأصروا على بقائها في أماكنها، ما دفع بعض سكان تلك الأحياء إلى مغادرتها والنزوح منها إلى مناطق أخرى.

ومما يزيد من حجم التوتر بين السكان، المسلحون المدججون بالسلاح الذين باتوا يوجدون في كل أحياء المدينة، تقريبا، حيث يتدخلون في كل شؤون المواطنين، ويقومون بتفتيش المارة واستيقاف السيارات العابرة، ما أثار سخط المواطنين الذين يعانون تأخرهم في الوصول إلى أماكن عملهم.

ويخشى الأهالي من تعرض مدينتهم التي لم يتمكن الحوثيون من دخولها، على غرار ما فعلوا في كل المحافظات والمدن إلى موجة مواجهات جديدة بين قوات الجيش الموالي للشرعية المدعومة بمقاتلي المقاومة الشعبية، والمتشددين، حيث سرت أنباء عن مفاوضات أجرتها السلطات الشرعية بقيادة الرئيس عبدربه منصور هادي مع المتشددين، وطلبت منهم مغادرة المدينة بسلام، دون وقوع اشتباكات قد يروح ضحيتها الأهالي، لكن المتطرفين رفضوا الاستجابة لذلك الطلب، مما ينذر باحتمال وقوع مواجهات مسلحة في القريب العاجل.