بينما تواصل مدافع الحوثيين، تبقى الحياة طبيعية وهادئة على الحدود في صورة لا تختلف تماما عن صور الحياة اليومية طيلة أيام الحرب رغم سقوط بعض القذائف الحوثية. "الوطن" تجولت في القرى الحدودية التابعة لمحافظة الحرث، ووقفت على أماكن سقوط القذائف والتقت بعض سكانها.

وفي حديث مع أحد سكان قرى الحرث، ويدعى محمد المجرشي، كان يرعى أغنامه بجوار منزله، عبر عن استقرار الأوضاع وطبيعية الحياة التي يمارسها السكان. والهدوء الذي يزين وجوه بقية أهالي القرية. تحدث المجرشي بكلمات مليئة بالثقة والاعتزاز، مؤكدا أنه رغم تهاوي القذائف ما بين فترة وأخرى، لكن هذا الشعور بالأمان والثقة يبقى إلى ما بعد هدوء المدافع.

أكد المجرشي أنه يعيش مع أولاده في منزله، وأن حاله كحال بقية سكان القرية، لا يثير ذعرهم دوي المدافع، ولا نيران القذائف. وأضاف "بعد فجر أمس استيقظت من نومي، وذهبت كعادتي صباح كل يوم لأرعى أغنامي، ولم تمض خمس دقائق على خروجي حتى سقطت قذيفة مدوية في منزلي، شعرت بقلق تجاه أولادي، وهرعت مسرعا لأطمئن على حالتهم. والحمد لله وجدتهم بخير. وأشار المجرشي إلى منزله الذي أصابته القذيفة التي اخترقت منزله.

انتهى المجرشي من حديثه الممتلئ بالنشوة وعاد بأغنامه إلى المرعى كما يفعل كل يوم.

كذلك تحدث إلى "الوطن" أحد طلاب المرحلة المتوسطة، ويدعى أحمد المجرشي، مؤكدا اعتزازه بوطنه، ومؤكدا أنه يتشوق لبدء العام الدراسي الجديد والالتقاء بزملائه وأصدقائه، وعند سؤاله عما سيفعله في أول أيام الدراسة، قال إنه سيكتب تفاصيل الحرب لحظات الانتصار، ويرسم طائرة ومدفعية، وقذيفة اخترقت سقف جامع القرية. تستمر القذائف وتستمر الحياة على أطراف القرى الصغيرة، ويواصل الصغار والكبار حياتهم، غير عابئين بهمجية المتمردين ومغامراتهم الطائشة.