في الشهر الكريم، ترجل الفارس الكريم. ترجل صاحب الحكمة والرأي السديد. صاحب الكلمة الشجاعة والمواقف الصلبة. عميد الديبلوماسية العالمية، ومهندس السياسة العربية السعودية، الأمير سعود الفيصل.

أي كلمات تفيك حقك؟ أيها الأمير النبيل. يا مهندس المواقف العربية الكبيرة بحكمة وحنكة واقتدار. بقيت كالنخلة طوال فترة عملك واقفا بشموخ. لم تشكُ من تعب. كنت مخلصا لدينك ووطنك ومليكك. كان البيت العربي وهمومه ومشاكله والدفاع عنه وتبني قضاياه والسعي لتشكيل رؤية موحدة لحلها هو أكبر همك.

يا فقيد الأمة، أنّى حللت كان الكل -عربا وعجما- يحسب لمواقفك ولرؤيتك الثاقبة ألف حساب. كنت لا تخشى في قول الحق لومة لائم.

ترجلت وما زالت قضايانا العربية عالقة ومعقدة. تحتاج حكمتك وصلابة موقفك. فكنت خير أمين في مساندة الشعوب وقضاياها، وكنت البارع في رسم السياسة الخارجية للمملكة، والمدافع العنيد لقضايا أمتك.

مات النغم في رحم القصيدة أيها الفارس النبيل. أتعبت جسدك بقضايا أمتك ولم تشتك من تعب. هذه سمات النفس العزيزة. تبكيك حروف الروح قبل العين. صارت المنابر ثكلى. مَنْ يحمل صوت الشعوب المظلومة غيرك في المحافل العربية والدولية.

رحلت يا مهندس المواقف. القوافي تعجز عن وصف مواقفك وجرأتك.

كنت أمة في رجل ورجلا في أمة.