بعد كل الأحداث الدامية التي مر بها وطننا الحبيب، والتي لا زالت تلقي بظلالها السوداء على كل ما نمر به من أحداث، كثر بين عامة الناس تداول الرسائل التي تبشر بقرب يوم القيامة، وتدلل على تحقق بعض أشراطه، وهذا يعني أن الناس يشعرون أنهم في مأزق أو معضلة، ولا خلاص منها إلا بنهاية هذه الحياة والانتقال إلى آخر الرحلة، أو يوم القيامة.

مزعج أن يسود بين الناس وخاصة الشباب، هذا الشعور بالإحباط أو انعدام الحل، لكن الأسوأ أن يستمر تجاهل إصلاح الواقع واستمرار التعلق في المجهول أو الغيبي والركون إليه، بوصفه منقذا أو مخلصا، لا بد أن يضخ الشباب بجرعات جديدة وقوية من التفاؤل و"حب" الناس والحياة، ووجوب إعمار الكون، مع التمسك بديننا الذي يمثل لنا المنقذ الحقيقي في الدنيا والآخرة، بعيدا عن اليأس والإحباط الذي تعددت صوره، وتعددت نتائجه لدى الشباب، من الكسل والخمول والتقاعس عن مكابدة الظروف القاسية وخوض التحديات الكبرى، إلى الإلقاء بالنفس في أحضان الموت لأسباب وهمية، وماهي في الحقيقة إلا حالة متقدمة من اليأس والإحباط، وعلاجها قائم على "الحب".