"فكرت ليه ما نتعاون ونسوي حملة نطلب من شركة snapchat@ نشر #مكة_لايف في ليلة 27 من رمضان، بيكون تأثيرها عالي جدا بإذن الله".

بالتغريدة السابقة بدأ أحمد الجبرين ومن معه فكرة الضغط على أصحاب موقع التواصل الاجتماعي الشهير "سناب شات" لعرض لقطات المشتركين فيه مباشرة من ليلة السابع والعشرين من رمضان في الحرم المكي، كما تفعل الشركة في المناسبات الكبرى من جميع مدن العالم، تغريدة الجبرين جاءت في اليوم العشرين من رمضان تقريبا، وحصدت ما يزيد على 11 ألف إعادة تغريد تقريبا، وهو الأمر الذي جعل الفكرة تصل إلى شريحة كبرى من مستخدمي التقنية في الدول العربية والإسلامية وهم الذين مارسوا بدورهم ذات الضغط على الشركة العملاقة التي وجدت نفسها مضطرة إلى الاستجابة للعدد الضخم من الطلبات، خصوصا بعد الشرح الواعي والوافي الذي قدمه بعض الشباب الذين نفخر بهم لأصحاب الشركة عن ليلة السابع والعشرين في الحرم المكي الشريف.

في اليوم المحدد ومع قليل من التوجس أن تكون بعض المشاركات في المناسبة دون مستوى المسؤولية انطلق #مكة_لايف بمناظر تسر الناظرين من موقع الحدث، صور رائعة شرحت مقاصد الدين الإسلامي، ومقاطع مبتكرة بينت أن لا فرق بين عربي ولا أعجمي إلا بالتقوى، ومشاهد عامة أظهر فيها المشتركون الإسلام الحقيقي وليس إسلام وسائل الإعلام الدموي، المشاركات إجمالا جاءت على مستوى الحدث لتتوالى بعدها ردود الأفعال الإيجابية من جميع أنحاء العالم ما بين مندهش ومستمتع ومتسائل وملهوف لزيارة المكان، ولتنطلق بعد ذلك آلاف النقاشات عن الإسلام بعضها مستمر حتى كتابة هذه الأسطر!

فكرة الجبرين وفريق عمله وانتشارها لباقي مستخدمي برامج التواصل الاجتماعي تجعلنا أمام واحدة من الحالات المثالية التي استثمرت فيها الكثرة العددية بشكل صحيح، لتصبح وسيلة ضغط فعالة في العالم الرقمي كما يقول الصديق فائق منيف، وكما أقول أنا فهي من الممكن أن تكون بداية لمرحلة انتقالية لمبادرات مثالية أخرى على النسق ذاته في العالم الرقمي، بعدما سئمنا من الغث والرديء لسنوات عدة في تلك البرامج.