لا شك أن أستاذي الجامعي علي سعد الموسى هو أول من أخبرني عن تاريخ اللغة الإنجليزية، ولا شك أنه كذلك أستاذ الكثير في الطرح النقدي الراقي بمقالاته المتميزة، وكالعادة وأنا أقرأ كل يوم مقالات أستاذي لفت انتباهي مقاله المنشور في العدد 5430 بتاريخ 12/8/2015 بعنوان: "من مازن الموسى: إلى يوسف السليمان" و?ن وجهة نظري اختلفت عن رأي أستاذي القدير و?نني أؤمن بتقبله للرأي الآخر أقول:

أستاذي القدير، التطرف لم يدخل بلدنا عن طريق التعليم أبدا، وإنما عن طريق الفضاء المنفتح ووسائل التواصل الاجتماعي ونقل أفكار وممارسات خارجة عن مجتمعنا إلى الداخل، فالتطرف والإرهاب والغلو ظواهر عالمية وليست محلية.

أستاذي القدير ليس من المنطق ربط التعليم ولو جزئيا بالتطرف، فالمناهج التعليمية تبنى وتعدل وفق معايير مستمدة من دستور الشريعة الإسلامية وأنظمة التربية والتعليم التي حددت فلسفة التربية في طريقة بناء الفكر السليم وتعزيز الانتماء الوطني، والفهم الصحيح للإسلام والتصدي للغلو والتطرف والتكفير والإرهاب، وتحصين أبنائنا ضد هذه المفاهيم بتعميق مفاهيم التسامح والاعتدال والوسطية والتعايش مع الآخر واحترام الاختلاف في الرأي. وهذه المناهج مبنية على أسس شرعية وتربوية راسخة وفق نظريات تربوية عالمية المعايير، وتراعي كل الجوانب التربوية والتعليمية للطالب، وكانت وما تزال قادرة على بناء شخصية الطالب بمختلف جوانبها، وتطوير المناهج يأتي انطلاقا من مبدأ التطوير المستمر باعتباره نهجا متواصلا في المؤسسة التربوية منذ عقود، وتلبية لمتطلبات عصر العلم والتكنولوجيا، وانسجاما مع التطورات العالمية في النواحي الشرعية العلمية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية.

أستاذي القدير من خلال تجربتي التعليمية طالبا ومعلما لم تكن المدرسة -ولن تكون بإذن الله- منبعا للتطرف، بل إن العكس تماما هو ما يحدث، ومحاربة التطرف والغلو مسؤولية تكاملية بين أجهزة الدولة المتعددة، ومسؤولية وطنية تهم كل فرد في هذا الوطن.