الناجح لا ينشغل بالنقد إلا بالقدر الذي يستفيد منه في تطوير عمله وزيادة درجات نجاحه، ولا ينشغل بمهاجمة من ينتقدونه حتى لو تجنوا على عمله؛ لأن الحكم هو المشاهد، والعمل الناجح سيثبت نجاحه في عين وذهن المشاهد.

برنامج "على خطى العرب" نجح؛ لأنه ممتع وثري ومبني على جهد كبير جال خلاله مقدم البرنامج الدكتور عيد اليحيى ورفاقه 24 ألف كيلومتر ينبشون عن الكنوز والآثار وقصص التاريخ.

لم تكن البداية "على خطى العرب" سهلة فقد أمضى عيد اليحيى 7 سنوات يطرق أبواب الوزارات والمؤسسات الثقافية والبنوك في الخليج؛ لإقناع المسؤولين بفكرة البرنامج وأهميته في غرس الهوية الوطنية، لكنه لم ينجح في إقناعهم بها كما أقنع المشاهد بأنه يمتلك مادة قيمة كسبتها قناة "العربية" بعدما لجأ إلى "آي فون" صور به حلقات ورفعها على "يوتيوب" لتكسب المشاهدين، ومنهم مدير قناة العربية سابقا الإعلامي الذكي عبدالرحمن الراشد الذي لم يتوان عن الاتصال باليحيى ليطلب مقابلته وبحث تحويل فكرته إلى عمل تلفزيوني، فكان ما كان من رحلة الـ24 ألف كيلومتر "على خطى العرب" لتوثيق التاريخ والتراث.

بلا شك أن برنامج "على خطى العرب" نجح وكسب النجاح والمشاهدة، ولم أجد شيئا يستحق النقد إلا طريقة تعامل عيد اليحيي مع النقد، الذي يبدو أنه أخرجه عن طوره فقال في صحيفة "الحياة": "أدعو من ينقد إلى القيام بعمل مشابه لما أقوم به، إن كان هناك من نقد، أو ليصمت عن البحث عن نقاط بسيطة لا تؤثر في قيمة البرنامج، وعدم تناوله بطريقة سطحية وساذجة جدا... فإن كنت آذيتهم باللحن، فلقد آذونا بتنظيراتهم الساذجة الغبية..".

أنتقدُ اليحيى في طريقة رده مثلما انتقد أسلوب من انتقدوه، فكلاهما تسطيح، وكنت أتمنى ألا ينشغل الناجح إلا بما يعدّه نقدا يُفيده ليواصل المسير "على خطى العرب".