بعد 60 عاما من إصدار البيان المشترك عام 1955 في لندن، بتوقيع "البرت إينشتاين وبرتر إندرسل" وكوكبة من كبار المفكرين بعضهم فاز بجائزة نوبل، حول التهديد المتزايد للحرب العالمية، ما يزال العالم يواجه احتمال الإبادة النووية، فضلا عن التهديدات التي تلوح في الأفق بسبب تغير المناخ. لقد ندد البيان(الوثيقة) شديد اللهجة بالمخاطر التي ما تزال ماثلة حتى اليوم، وهي أن التقدم التكنولوجي خاصة اختراع القنبلة الذرية دشن تاريخا ومسارا جديدا (كارثيا على الأرجح ) للبشرية جمعاء.


التسابق النووي

وما التسابق النووي بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي والصراع بين الرأسمالية والشيوعية في العالم إلا أحد تجلياته، كما جاء في مقال مدير معهد آسيا في كلية إدارة الأعمال في سولبريج (كوريا) إيمانويل باستريش في 10 يوليو 2015 على موقع: Information Clearing House.

اللافت للنظر أن بيان (اينشتين – رسل) عام 1955 أجبر وقتئذ الولايات المتحدة على إعادة النظر في التوجه الاستراتيجي لقادتها، حيث مثل البداية الفعلية لإعادة تقويم" مفهوم الأمن العالمي" ما أدى في النهاية إلى المحادثات بين الدول الكبرى ثم التوقيع على معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية ما بين 1986 – 1970.

غض الطرف

لكن يبدو أن الولايات المتحدة في العام الحالي 2015 قد نست أو تناست تماما هذا البيان وبدأت تغض الطرف عن التزاماتها حول "الحد من الأسلحة النووية" بموجب معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية، وهي المفردات التي اختفت تقريبا من المحادثات التي جرت حول "الأمن العالمي" العام الماضي 2014، والعكس هو ما تم بالفعل إذ تحركت الولايات المتحدة لتواجه روسيا في أوكرانيا إلى درجة أن الكثيرين من قادة الرأي في العالم أعلن صراحة أننا – ولأول مرة منذ عام 1989– أمام مخاطر الحرب النووية، وهي مخاطر لم تهدأ حتي في 16 يونيو 2015 عندما أعلنت روسيا أنها ستعزز قواتها بـ 40 صاروخا نوويا جديدا (عابرا للقارت) ردا على تطوير الولايات المتحدة قدراتها النووية في العامين الماضيين.


قلق عميق

كما ظهرت توترات مماثلة بين اليابان والصين على جزر وسينكاكوو بين الولايات المتحدة والصين على بحر الصين الجنوبي، ما يشير – حسب وسائل الإعلام الغربية - إلى احتمال نشوب حرب مع الصين، كما دفع القلق العميق بين الجانبين إلى "عسكرة" العلاقات الأميركية مع آسيا الناشئة.

الجديد والمهم في مقال، إيمانويل باستريش، أنه يقترح إحياء بيان (إينشتين – رسل) من جديد، مع إضافة "تغير المناخ" كخطر وجودي جديد يهدد البشرية بالفناء إلى جانب انتشار الأسلحة النووية في العالم.





المشاركة المفتوحة

وعلى منوال توقيع (إينشتين – رسل) بادر، باستريش، مدير معهد آسيا وجون فيفر، مدير السياسة الخارجية تحت المجهر وميريام بيمبرتون، مدير معهد الدراسات السياسية وآخرون بنشر بيان مماثل في 9 يوليو 2015 يدعو كل فرد في العالم للمشاركة المفتوحة في التوقيع عليه بحيث لا يقتصر الأمر على الحاصلين على جائزة نوبل كما كان الحال في البيان الأول عام 1955.

ويحق لأي فرد في العالم بصرف النظر عن جنسه ودينه ولونه وعمره أن يوقع عليه (لأن جميع البشر أعضاء العائلة الإنسانية ويواجهون نفس المخاطر) في هذا الموقع الموجود على شبكة الإنترنت: http://diy.rootsaction.org/p/man


تحمل المسؤولية

ولأن المثقفين يتحملون مسؤولية خاصة في قيادة العالم بحكم خبراتهم وبصيرتهم العلمية والتاريخية، فقد بادر العديد من أبرز الأعلام في العالم للتوقيع حتي كتابة هذه السطور، منهم : نعوم تشومسكي، هيلين كالديوت، لاري ولكرسون، بنيامين بارير، نعومي كلاين، ديفيد سوانسون، جون فيفر، إيمانويل باستريش، ليا بولجر، بن جريفين، مايكل ناجلر، جون هورجان، كيفين زييس، كيم هيونج يول، مارجريت فلورز، جون كيرياكو، تشوي ميوريم، كولين رولي، جان بريسمونت، أن رايت ومايك مادن، وآخرون.