لقي خمسة من عناصر حركة "أنصار الشريعة" المُسيطرة على مدينة المكلا جنوب شرق اليمن، مساء أول من أمس، مصرعهم إثر غارة جوية نفذتها طائرة بدون طيار يُعتقد أنها أميركية استهدفت مركباتهم، بينهم قيادي بارز في الحركة المنبثقة عن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب. وقالت مصادر مقربة من القاعدة بالمدينة إن من بين ضحايا المركبة التي استهدفتها الطائرة كان القاضي الشرعي للجماعة علي الكثيري، والذي شغل منصب قاضي المحكمة الشرعية التي أقامتها القاعدة عقب سيطرتها على مدينة المكلا وبقية مدن ساحل حضرموت في مطلع أبريل الماضي.

إلى ذلك تتواصل التظاهرات الاحتجاجية الشبابية في المكلا لليوم الثاني على التوالي على خلفية استمرار انقطاع التيار الكهربائي لأكثر من 36 ساعة عن أحياء المدينة، حيث خرج المئات من المتظاهرين في شوارع المدينة وأشعلوا النيران في الإطارات القديمة للتعبير عن احتجاجهم لتجاهل سلطات الأمر الواقع (القاعدة) و(المجلس الأهلي) لمعاناتهم، كما اتهموا السلطات المحلية للمحافظة برئاسة المحافظ باحميد بالتخلي عنهم.

يأتي ذلك في وقت تُعاني مدن حضرموت ساحلاً وواديا من أزمة انقطاع للكهرباء، عقب نفاد مادة الديزل من خزانات شركتي النفط والكهرباء بالمحافظة. وعدم قدرتها على توفير كميات جديدة لافتقادها السيولة المالية. وفي محافظة عدن، أصدرت السلطات الأمنية بياناً صحفيا أشارت فيه إلى نتائج التحقيقات الأمنية التي أجرتها على خلفية الاعتداء المُسلح الذي تعرض له مكتب اللجنة الدولية للصليب الأحمر، والتي أعلنت على أثره تعليقا مؤقتاً لعملها في المدينة.

وقالت السلطات إن الحادث كان عرضيا وجنائيا، وليس له طابع إرهابي ولا يؤثر على الجانب الأمني في المدينة، مُشيرة إلى انتشار رجال الأمن من عناصر جهاز الشرطة والمقاومة الشعبية لحفظ الأمن في المحافظة.

من جانب آخر، أكدت مصادر أمنية في عدن لـ"الوطن" واقعة إلقاء القبض على خلية تجسس إرهابية على صلة بالميليشيات الحوثية في المدينة. وقال العميد حسين الناخبي، إن الخلية والمكونة من 12 فرداً تم القبض عليها من قبل عناصر المقاومة وبحوزتهم عدد من الأجهزة الحديثة الخاصة بالاتصالات وبث الإنترنت، بالإضافة إلى خرائط ورقية تم أخذها عبر الأقمار الصناعية لأحياء ومديريات عدن، مُشيرا إلى أن الخلية كانت تتخذ من إحدى الشقق السكنية في المدينة الخضراء موقعاً لها.

وكانت المدينة الخضراء قد شهدت أطول وأعنف المعارك بين المقاومة والمتمردين، وكانت تُعد بمثابة إحدى مواقع تجمع الميليشيات ونقطة تخزين لإمداداتها. وإنهم في المقاومة والجيش الوطني سيواصلون عمليات تمشيط المدينة منزلاً فمنزلاً للتأكد من تطهيرها بالكامل.