تمكن تنظيم داعش المدفوع بأهداف توسعية من تأمين موطئ قدم له في أفغانستان، لكنه لم ينجح حتى الآن في فرض وجوده بمواجهة حركة طالبان وسكان روعتهم "وحشيته" وغارات الطائرات الأميركية المسيرة.

وخلافا لما حدث في سورية والعراق حيث يسيطر داعش على مساحات واسعة، جرى إنشاء الفرع الباكستاني الأفغاني للتنظيم انطلاقا من عناصر سابقين في طالبان. فقد قام مقاتلون سابقون في حركتي طالبان الباكستانية بينهم الناطق باسمها السابق شهيد الله شهيد بالإعلان في تسجيل فيديو مبايعتهم زعيم التنظيم أبوبكر البغدادي.

وجاء تكريس داعش بعد ذلك بإعلان القادة ولادة "ولاية خراسان" المنطقة التي تشمل أفغانستان وباكستان وبعض المناطق المحاذية.

وهناك خاصية أخرى تكمن في مسيرة هؤلاء المسلحين.

وقال المحلل الأفغاني جواد كوهيستاني إن مقاتلي داعش في أفغانستان معتقلون سابقون في جوانتانامو وعرب وباكستانيون وأعضاء سابقون في طالبان بايعوا التنظيم.

وأوضح كوهيستاني أن التنظيم ينافس طالبان في مناطق كانت خاضعة لسيطرتهم في ولايات ننجرهار وكونار ولغمان شرق البلاد وهلمند وبعض أقاليم ولايات الشمال مثل بدخشان وقندوز وتاخار.

وقال الملا ميرويس الذي كان عضوا في طالبان وأصبح قياديا في داعش في منطقة كاجاكي في ولاية هلمند الجنوبية: لم يعد المسؤولون في طالبان يتمتعون بأية فضائل.

وفي المنطقة نفسها أعلنت الحركة الإسلامية الأوزبكستانية مبايعتها داعش مطلع أغسطس الجاري.

وبمعزل عن الجانب العسكري تحقق طالبان نجاحا أكبر من داعش في الحصول على دعم السكان المحليين إن لم يكن تعاطفهم على الأقل وهو أمر أساسي.

وذكرت أجهزة الأمن الأفغانية أن الطائرات الأميركية بدون طيار قضت يوليو الماضي على زعيم داعش في المنطقة حافظ سعيد والناطق باسمه شهيد الله شهيد.

وقال الخبير الأميركي مايكل كوجلمان إن الولايات المتحدة ترى في داعش تهديدا أكبر مما تراه في طالبان الذين شاركوا مؤخرا في مفاوضات سلام.

وأشار إلى أن الدليل على ذلك هو أن طالبان الأفغان ليسوا مدرجين (مباشرة) على لائحة المنظمات الإرهابية الأجنبية لوزارة الخارجية الأميركية خلافا لتنظيم داعش.