توقع رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية والقانونية، الدكتور أنور عشقي، أن تركز المحادثات بين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز والرئيس الأميركي باراك أوباما على إعادة بناء العلاقة الاستراتيجية بين البلدين، وقال في تصريحات إلى "الوطن": "الولايات المتحدة لن تجد صديقاً جيداً لها حتى الآن مثل السعودية، حيث أثبتت المملكة أن علاقتها مع أميركا تقوم على عدة أمور، أهمها التزامها بالتعهدات مع أميركا، والالتزام بالمعاهدات الدولية وعدم التفريط في الأصدقاء".

ومضى بالقول "بالنسبة لملف إيران فإن السعودية تطالب أن تكف طهران عن محاولاتها في زعزعة الاستقرار في الدول العربية، كما سيبحث الملك سلمان مع الرئيس أوباما أبعاد الاتفاق النووي، الذي فيه جوانب سرية وأخرى استراتيجية. فالجوانب السرية في الاتفاق النووي إلى الآن لم تكشف كاملة، وأما الجانب الاستراتيجي فلا بد أن نعرف ما هو المقصود من وراء تقديم الولايات المتحدة تنازلات في هذا الملف لإيران، وأن تطمئن المملكة بأن طهران لن توظف نتائج الاتفاق النووي لمزيد من زعزعة الاستقرار في المنطقة".

وأضاف "أما بقية الملفات التي سوف تناقشها المباحثات فهي تشمل فلسطين وسورية واليمن، والعراق ولبنان إضافة إلى ملف الإرهاب".

واستطرد قائلا "فيما يتعلق بالملف الفلسطيني فإن المملكة لا تزال مصرة على موقفها الثابت بأن الحل الأمثل يجب أن يكون في إطار المبادرة العربية، وعلى الولايات المتحدة أن تحافظ على المبادرة العربية، وإعطاء الفلسطينيين حقوقهم كاملة. أما فيما يخص الأزمة السورية فإن الرياض ترى أهمية أن تكون هناك حكومة وحدة وطنية سورية، وألا يشارك في هذه الحكومة من تلوثت أيديهم في الدماء، بشرط المحافظة على وحدة الأراضي السورية. وبالنسبة للملف اليمني فإنه لا بد من الانتصار للشرعية الدستورية التي أقرها الشعب اليمني، ولا بد أن تكون هناك محافظة على الوحدة اليمنية في إطار ما يرغب به الشعب اليمني".

ومضى عشقي بالقول إن بقية الملفات مثل العراق ولبنان فإن للمملكة رؤية واضحة فيهما تقوم على ضرورة عدم التدخل الخارجي في شؤون البلدين، وأن ترفع طهران يدها عنهما، وأن تتوقف عن تقديم الدعم لبعض الفصائل، بما يؤدي إلى تأجيج الأوضاع الداخلية.