على الرغم من أن فيديو التحرش بفتاتي جدة صادم، وغير لائق حضاريا وإنسانيا. إلا أننا كالعادة في مثل هذه الحالات، لا نعدم أولئك الذين يحاولون التبرير للمتحرش بأمور بعيدة عنه كل البعد، كلباس الفتيات وسفورهن أو تبرجهن، والحقيقة أن المتحرش لديه مشكلة مع نفسه التي ابتعدت به عن آدميته، بدليل أن هذا المتحرش نفسه تجده منضبطا محترما أثناء سفره إلى دول أوروبا وأميركا مهما تعرت الفتيات أمامه؛ لأنه يخشى القانون والعقوبة، واستهجان المجتمع له الذي قد يصل به إلى التهميش والنفي، أما في مجتمعنا فإن أشباهه كثيرون ممن مسخت صورة المرأة في عقولهم واستبدلت بها صورة شيطان للغواية مع اختلاف ردات الفعل، فالمرأة في مجتمعنا، في ظل غياب قانون يحميها، هي بين مصيبتين، الأولى التحرش بها من قبل بعض الغوغائيين والمبرر التبرج والسفور. والثانية ملاحقتها في الأسواق من قبل الهيئة وزجرها أو توجيه الباعة بعدم التعامل معها والمبرر هو نفسه.. وفي النهاية لا يهمنا أن يكون الشاب خلوقا أو مؤدبا، المهم ألا يكون متحرشا، وهذا هو ما يقوم به قانون الحماية الذي نطالب به.