أعجبتني مقولة لمفكر غربي، قال فيها باختصار ما معناه: إنه بإمكان أي شخص هامشي وضحل التفكير، حتى وإن كان في السابق سكّيرا يرتاد الحانات أن يكون في "تويتر" شخصا يُسمع له، ويؤثر في الآلاف، وأن هؤلاء الآلاف يتبعونه تماما كالقطيع.هذه النظرة السوداء جدا لقيمة "تويتر" كشبكة تواصل اجتماعي لها كثير من الإيجابيات المعرفية والإنسانية.
نظرة في محلها إلى حد كبير كما أتصور، حتى وإن كانت كلمات ذلك المفكر الغربي قاسية، وحادة كالموس.سبق أن كتبت هنا أن "تويتر" مكان مفتوح على الآخر، وهو المكان الوحيد الذي ليس له سقف ولا جدران، وهو المكان الوحيد الذي تجد فيه المثقف ورجل الشارع والمتدين، وبائعة الهوى والإرهابي وحتى تجار التمور وسائقي الأجرة، جنبا إلى جنب، ولديهم المساحة ذاتهامن الحرية دون تمايز أو تفضيل، أو رابط عقلاني واحد يربط بين حضورهم بهذا الشكل.
"تويتر"، لم يعد ذلك الطائر الأزرق المغرد بالفهم والعمق والاختلاف، بل تحول بسبب حابل الناس ونابلهم، إلى مكان تجلس فيه الفوضى وتضع رجلا على رجل.
سباب وشتائم، وتسطيح معرفي، وبذاءة ألفاظ، وتكفير، وتناحر مذهبي، وإلحاد و... حتى اختنق الطائر الأزرق اللطيف بسماء سوداء من الكلمات والصور والروابط والفيديوهات.
لقد أحالوا عصفور "تويتر" إلى غراب أسود، وصار الفضاء فعلا للحمقى.