بعض المثقفين خرج علينا في "تويتر" مُنظِّرا، يعلمنا التعايش وينبذ من قلوبنا العنصرية والطائفية بأقواله العظيمة وكلماته المثالية، ونحن قوم نسمع لمثقفينا، لكن المشكلة أن مثقفينا لا يسمعون لنا، ولا يسمعون منا، فقط يلقنوننا!

كنا نتوقع أن الإعلام الجديد وشبكات التواصل الاجتماعي تقربنا من مثقفينا وتقربهم منا؛ لكن يبدو أنها زادت من سلطتهم على المجتمع بقانون "ما أريكم إلا ما أرى، وما أهديكم إلا سبيل الرشاد"!

في "تويتر": تُعجب بكتابات بعض "المثقفين" حين يُنظّر علينا، ثم تُصدم بأنه لا يُطبق نظرياته، فهو يُحاضر علينا بأن الرجوع عن الخطأ فضيلة، ثم لا نرى له تراجعا واحدا، فإما أنه ملاك لا يخطئ، وإما أنه مكابر لا يرى أخطاءه.

ليست المصيبة أن يخطئ المثقف، بل المصيبة أن يكابر عن الاعتراف والاعتذار، وإذا اعتذر، فهو يعتذر عن فهمك الخاطئ ولا يقر بخطئه!

فهذا "مغرد" مثقف يحارب "العنصرية" في المجتمع بأسلوب "عنصري"، فيشتمك ليمتدح أخاك، وحين تغضب منه يصفك بأنك لا تفهم كلامه، وبأنك تُحمل "تغريدته" أكثر مما تحتمل، ثم يرد بتغريدة اعتذارية إليكم نصها: "التغريدة واضحة وليس فيها انتقاص من أحد! ولست مسؤولا عن الفهم السيئ لها.. ولكن اللي ببطنه ريح ما يستريح.. وكل مناطق المملكة لهم الحشمة والكرامة"!

المغرد المقصود شخص نبيل ومثقف وواع؛ لكن ليس عيبا أن يخطئ، وليس عيبا أن ننتقده بقسوة، لأن خطأه كبير ومكابرته أكبر.

(بين قوسين)

متى يشعر المثقفون أنهم بشر يصيبون ويخطئون؟!