اكتفت وزارة الصحة بالصمت حيال تفاصيل شرائها الجهاز الكندي الخاص بمكافحة كورونا بقيمة مليون ريال، في الوقت الذي تبلغ قيمته الحقيقية 450 ألف ريال "120 ألف دولار"، إذ وعد متحدثها الرسمي فيصل الزهراني بالرد على استفسارات "الوطن" حيال الجهاز وإصدار بيان توضيحي، إلا أنه لم يفعل، مكتفيا بقوله إن ما ذكر حول الجهاز وقيمته غير دقيق.

في المقابل، ظهر وكيل الوزارة المساعد للصحة الوقائية الدكتور عبدالله عسيري، في تصريح تلفزيوني، مؤكدا أنه لا يعرف ولم يسمع شيئا عن هذا الجهاز.

يذكر أن جهاز Asepticsure الذي تصنعه شركة "ميدزون العالمية" الكندية حاصل على جائزة منظمة الصحة العالمية منذ عام 2011، وتم استخدامه في خمس دول ليس من بينها كوريا الجنوبية التي نجحت في القضاء على المرض.




فيما استاء مغردون أمس عبر موقع التواصل "تويتر" من القيمة الخيالية لجهاز تعقيم استقطبته وزارة الصحة لعدد من مستشفياتها مقابل مليون ريال لكل وحدة، وذلك للمساهمة في القضاء على فيروس كورونا داخل المنشآت الصحية، أكد مدير العلاقات العامة والإعلام بوزارة الصحة فيصل الزهراني لـ"الوطن" أن ما ذكر حيال الجهاز وقيمته أمر غير دقيق، واعدا بإصدار بيان توضيحي حول هذه المسألة بعد الاتصال به بساعة، إلا أن ذلك لم يحدث ولم تصدر الوزارة أي بيان بهذا الخصوص.

يأتي ذلك في الوقت الذي ظهرت فيه تصريحات على لسان أحد القياديين الصحيين البارزين بأنه لا يعرف شيئا عن هذا الجهاز ولم يسمع عنه من قبل.



جهاز Asepticsure

في المقابل، كشفت الشركة الكندية المصنعة لجهاز Asepticsure واسمها "ميدزون العالمية"، أن قيمة كل وحدة تعادل 120 ألف دولار، أي (450 ألف ريال). وذكرت الشركة في موقعها الإلكتروني الرسمي في تاريخ 25 يونيو الماضي، أن جهاز التعقيم الخاص بها يستطيع من خلال التجارب الطبية التي أجرتها في بعض المرافق الطبية القضاء على فيروس كورونا بنسبة 100%.

وتعتبر الشركة أن Asepticsure يعد براءة اختراع طبي لها، وهو جهاز متنقل يعمل عن بعد بشكل لاسلكي عن طريق حاسب آلي، وأما عن طريقة استخدامه فتتبع عدد من الشروط، منها أن يستخدم فقط في المرافق الطبية، ويجب أن تكون الغرفة المستهدفة خالية من العنصر البشري، وتملأ الغرفة قبل الاستخدام بغاز معين ذي قاعدة مشتقة من طبقة الأوزون، وضمن حرارة ورطوبة محددتين.

وبعد عملية شحن الغرفة بالغاز يشغل الجهاز عبر تقنية خاصة، وتؤكد الشركة أن النتيجة النهائية بعد الاستخدام هي تنقية أجواء الغرفة من المايكروبات والأنواع المختلفة من البكتيريا التي تحمل خاصية انتقال العدوى، عبر إحلال ذلك بمساحة واسعة من الأوكسجين النقي، مشابهة في نقاوته تنقية الهواء بعد هطول الأمطار.

الشركة المصنعة تؤكد من خلال استعراض الجهاز أنه استخدم للمرة الأولى في الربع الأول من العام الماضي، مع بعض أنواع البكتيريا، وتذهب إلى التأكيد بلغة طبية وقائية إلى أن استثمار كل دولار في هذا الجهاز يوفر للمشفى ما بين 6 إلى 7 دولارات من مواد التنظيف والتعقيم والمضادات الحيوية ومواد العناية الخاصة بغرف العناية المركزة.

وتوضح أن الجهاز على سبيل المثال قضى على أشهر أنواع البكتيريا العدوية المنتشرة في المشافي والمرافق الطبية الأخرى وهي "المكورات العنقودية الذهبية" بنسبة 99.9%. ومن خلال الاستعراض والبحث حول جهاز الشركة الكندية لتعقيم المستشفيات، تؤكد أنه حاصل على جائزة الابتكار من مؤتمر ICPIC التابع لمنظمة الصحة العالمية في يوليو 2011، ونشرت المجلة الأميركية لمكافحة العدوى تقريرا مطولا عن الجهاز في ديسمبر 2011.

من جانبها، ذكرت مؤسسة "ميدي زون إنترناشيونال" في وثيقة أن الجهاز أيضا نجح في القضاء على فيروس كورونا. وأضافت أن الجهاز يوجد حاليا في الدول التالية: الولايات المتحدة، والمكسيك، والبرازيل، والصين، واليابان، أما الدول التي لا تزال تريد استيراده فهي بريطانيا، والهند، وكوريا الجنوبية، وأستراليا، وجنوب أفريقيا.



ردود أفعال

من جهته، قال استشاري الجلدية الدكتور سلطان الخنيزان عبر صفحته في "تويتر" إن هناك سوء فهم في قضية الجهاز، إذ إنه يعقم الأسطح والغرف والمعدات الطبية، لكنه لا يقضي على فيروس كورونا في جسم الإنسان ولا يعالج المرضى.

أما المغرد خالد خليل فقال: "كوريا انتصرت على كورونا في زمن قياسي وبدون جهاز المليون الكندي".

إلى ذلك، سجلت الرياض أمس وفاة مواطن مسن أصيب بالفيروس، فيما تم تسجيل أربع إصابات تعود لمواطنين ومقيمين، ليبلغ عدد الوفيات الإجمالي 514 بينما يخضع للعلاج حاليا 67 حالة، منها 14 تعالج في المنازل.