"أكاد أشك فيك وأنت مني".. هكذا هي دوائر الشك تطوق موزعي "دوائر الشك" هنا وهناك.
إلزام المواطن البسيط بعوازل في منشأته السكنية تلافيا لشرور متوقعة لا يخرج عن دائرة الشك بأن هناك "هوامير" تستفيد من تسويق العوازل على حساب رغيف المغلوب على أمره. دائرة الشك تمر مرور الكرام على زوج يشاهد العروس ليلة الزفاف مختلفة في الشكل واللون والطول والعرض عن المقاييس التي شاهدها في "الشوفة الشرعية" هل بدّلوها؟ أم النظرة القاصرة حجبت الرؤيا الحقيقية عند الزوج؟ أم أن مواصفات الهيئة والمقاييس مطاطة وفضفاضة مثل لوائح اتحاد كرة القدم؟
كل مشروع يبدأ ويتعثر وسط شبوك الشكوك، وأصبحنا نشك حتى في "الفصفص" نشك في مصدّره، ونسبة عمولة مورّده، والقيمة الحقيقية المأخوذة من المستهلك بقدر فاتورة شركات الاتصالات أو شركة كهرباء تقطع تيارها في "عز القايلة"، وتأخذ حقها بالطول والعرض.
دوائر الشك حولت الحقائق إلى أرقام متحركة وجثث هامدة وزوايا حادة، وأصبح "الشك" مجرد إدمان مجالس و"عنطزة مزايين" وثقافة جيل جديد ينظر لنصف الكوب الفارغ، فيما يتعاطى العالم الأول الكأس بحجم الممكن والمتاح دون ترك مساحة فاضية تدور فيها الشكوك، ويأخذون من مثلنا الشعبي "مد قدميك على قد اللحاف" قاعدة واقعية هي الثابت عند أهل الكوب الممتلئ، ومتحركة في كوبنا "النص نص".
حتى داود الشريان وسع "دوائر الشك" في نفوس ضعيفي الحيلة، وناقصي الأدوات بحوار خلف القضبان يخلو من الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة التي تلجم السناني والمولد، وهذا هو اللعب بفتنة "الشك" في موقف لا يحتمل اللون الرمادي، فما أتوا به باطل، وما يدور على طاولة الشريان شكوك.
شبوك وشكوك، وورد وشوك.. و"اللي شبكنا يخلصنا".