سناب شات، برنامج تواصل اجتماعي لطيف المظهر والمخبر، وهو يقوم على فكرة اقتناص اللحظة الزمنية في صندوق فيديو صغير، وإطلاق ذاك الصندوق في فضاء البعيد الآخر.
البرنامج جميل من حيث الفكرة الإبداعية في استخداماته كما هي في فكر المبرمج، وليس كما هي في فضائنا السنابي العربي الذي أحال هذا البرنامج التسجيلي الزمني إلى مسرح عرائس وأراجوزات ودُمى بشرية، لا ينقصها سوى أصابع وخيوط تحركها من الأعلى.
هذا المارد الأصفر اللطيف، هو أشبه بدفتر مذكرات زمني وفوتوجرافي وفيلمي، يدون فيه المستخدمون لحظاتهم وذكرياته م، مثلما تشير إلى ذلك أيقونة البرنامج المسماة (حكايتي).
جمال عجيب، وفن، وعمق، تشاهده في سنابات غربية، تشعر معها أن مثل هؤلاء المستخدمين في الغرب لهم ذوقهم العالي، وفهمهم العالي لفكرة النوتة الزمنية المصورة، بل وتظهر حسا إخراجيا جميلا فيما ينشرون ويسجلون.على العكس هنا، وفي مجتمعاتنا العربية، إذ لا تتعدى فكرة العرب عن هذا المارد اللطيف أكثر من مُسجّل فيديو وكاميرا وتعليق كتابي سريع، فلا إبداع ولا عمق ولا جمال، وإنما إفّيهات ورقصات واستهبالات لفظية وجسدية. نيابة عن كل مستخدم عربي أقول: عذرا أيها السناب شات، فقد شوهوك، وقتلوك، وفي صندوق التفاهة العابرة رموك.