في تعبير عن امتعاضها من تردد الولايات المتحدة في تطبيع علاقاتها، شرعت الحكومة السودانية في اتخاذ كثير من الخطوات بهدف تفعيل علاقاتها مع موسكو.
وبدأ وزير الخارجية السوداني إبراهيم غندور زيارة رسمية أمس إلى موسكو تستمر ثلاثة أيام، وأشار مصدر في وزارة الخارجية إلى أن الزيارة سوف تشهد توقيع كثير من الاتفاقيات الاقتصادية بين البلدين، في مقدمتها عقد ضخم مع شركات تعدين روسية للاستثمار في مجال التعدين عن الذهب. وأضاف المصدر أن تفاهمات كثيرة تمت خلال الفترة الماضية بين البلدين بهدف تفعيل التعاون في المجال الزراعي، لا سيما بعد الاهتمام الكبير الذي أبدته موسكو باستثمار الإمكانات الضخمة التي يتمتع بها السودان، من أراض زراعية شاسعة وكميات كبيرة من المياه.
وأشار غندور إلى أن الزيارة تأتي تلبية لدعوة من نظيره الروسي سيرجي لافروف، لبحث تفعيل التعاون الاقتصادي، والبحث في سبل حل الأزمة التي تمر بها دولة الجنوب، لا سيما بعد توقيع اتفاق السلام الأخير بين طرفي النزاع. ورغم أن الجانبين تبادلا خرق الاتفاق، إلا أن المجتمع الدولي ينظر إليه على أنه فرصة سانحة لإنهاء الأزمة الإنسانية المتفشية في ذلك البلد منذ أواخر العام قبل الماضي.
وكانت الولايات المتحدة قد اشترطت مساهمة السودان في وضع حل لأزمة الجنوب، كجزء من اشتراطاتها لتطبيع العلاقات مع الخرطوم، خصوصا بعد الاتهامات التي وجهها الرئيس الجنوبي سلفا كير ميارديت، لحكومة البشير بتقديم دعم عسكري وأسلحة لخصمه زعيم التمرد رياك مشار، وهو ما نفته الخرطوم بشدة، مؤكدة وقوفها على الحياد بين الجانبين.
وقال غندور إن حكومته أكدت أكثر من مرة حرصها على العلاقات مع دولة الجنوب وقبولها أي مبادرة أو وساطة، خاصة حينما يأتي ذلك من دولة مثل روسيا. مؤكدا أن بلاده تتطلع لدور روسي أكبر في القضايا العالقة بين الخرطوم وجوبا.