ويحدثني الرجل -الذي تعبت منه المطارات- ذات تأخر رحلة في مطار محلي بأن صالات المطارات هي المكان الأفضل لإقامة فعالية ما! ويزيد وهو يرسل نظره للاشيء: يا بني في صالات المطار سيضمن القائمون على الفعاليات، أيا كان نوعها ومهما كانت جاذبيتها، عددا لا بأس به من الحضور، من أولئك المسافرين الذين تأخرت رحلاتهم إلى زمن غير معلوم الذين هم على استعداد لممارسة كل أنواع الأنشطة التي من شأنها قتل وقت انتظارهم الممل!

ثم يكمل: وأما مواقف السيارات في المطار فهي المكان الذي ستعرف معه كيف يفكر مسؤولونا -حفظهم الله- خارج الصندوق كيف يتركون كل الأفكار المنطقية؛ لزيادة سعة المواقف ثم يستبدلونها في لحظات اقتصادية بحتة بفكرة زيادة رسوم الوقوف، وهي الفكرة التي قسمت رواد المطار إلى فريقين؛ ففريق أول صمد داخل سيارته حول حمى المطار وهو يردد "ألا لا يجهلن أحد علينا"، وفريق آخر خضع للأمر الواقع فدخل مواقف المطار، ثم وبعد ربع ساعة من المحاولات اليائسة للقبض على نصف موقف فارغ انضم إلى الفريق الأول، ثم أكمل معه "فنجهل فوق جهل الجاهلينا!".

‏?وبعض موظفي المطارات يا بني سيكون التعامل معهم بمثابة اختبار حقيقي لمعرفة مستوى صبرك، ابتداء بذلك الموظف الذي سيجردك من ملابسك بحجة ملاحقة القطعة المعدنية المثبتة في جانب بنطالك، وليس انتهاء بالموظف الآخر الذي سيصاب بكل أنواع الصمم تجاه استفساراتك المتعلقة بموعد رحلتك المتأخرة!

تواجدك يا بني في صالات بعض مطاراتنا سيكون فرصة سانحة للتأكد من سلامة حاسة السمع لديك؛ فعدم سماعك لصوت المذيع الداخلي وهو يعلن عن موعد رحلتك المغادرة أمر يستدعي القلق في كل مطارات العالم، أما في بعض مطاراتنا فستكتشف أن ذلك الإعلان ليس سوى ضجيج مرتفع اختلط بسماعات بائسة. أما أنت فكل ما عليك هو الاستفسار من الموظف عن ماهية الضجيج!

عند منطقة استلام الأمتعة، الخالية من اللوحات الإرشادية، يجب -يا بني- أن تكون حاستك السادسة في كامل حضورها وفي بالغ توهجها، هناك ستكون الملام الأول والأخير حين تكتشف أن "الشنطة" المتبقية الوحيدة لا تخصك، فيما شنطتك قد غادرت مع راكب آخر وإلى قارة أخرى!