لقي 12 من عناصر حزب الله اللبناني مصرعهم أمس، في مدينة الزبداني بريف دمشق، التي تحاول قوات نظام بشار الأسد ومسلحو الحزب السيطرة عليها منذ أكثر من شهرين. وأشارت مصادر ميدانية إلى أن عشرات الجرحى سقطوا عقب هجوم شنته فصائل المعارضة المنضوية في "جيش الفتح" شمالي المدينة.
ومضت المصادر بالقول، إن الهجوم الذي كان مباغتا فاجأ عناصر الحزب وبعثر حساباتهم، وهو ما استغله الثوار لإيقاع أكبر عدد من الضحايا، لافتة إلى أن عدد قتلى الحزب ارتفع عقب الخسائر الأخيرة إلى 113 قتيلا منذ انطلاق معارك الزبداني مطلع يوليو الماضي.
وأشارت المصادر إلى أن الحزب رغم أنه لا يعلن عن عدد قتلاه في العادة، ويترك تلك المهمة إلى وسائل إعلام محسوبة عليه، إلا أن كثيرا من الأهالي طالبوا خلال الفترة الماضية بسحب أبنائهم من القتال، لاسيما في ظل الأخبار المتواترة التي تؤكد أن هناك العشرات من المقاتلين قتلوا خلال الشهر الماضي ولم يعلن الحزب عن مصرعهم، خوفا من ردود الأفعال. وأضافت المصادر أن الحزب يتعرض إلى معركة استنزاف في المنطقة، وهو أمر لم يكن في حساباته قبل بدء العمليات، حيث كان يعتبر أن هذه المعركة ستكون سريعة وحاسمة وستوجه ضربة قاصمة للمعارضة المسلحة، وأن الفترة التي سوف تستغرقها المواجهات لن تزيد على أسبوعين.
إلى ذلك، قال مسؤول في وزارة الخزانة الأميركية أمس: إن أي بنك إيراني يشمله قرار تخفيف العقوبات الذي فرض بموجب اتفاق نووي وقع في يوليو الماضي بين إيران والقوى العالمية الست الكبرى سيعاقب بإعادة تطبيق العقوبات، إذا اتضح أنه يؤيد جماعة حزب الله اللبنانية أو قوة القدس الإيرانية.
من ناحية ثانية، تواصلت أمس حملة الاعتقالات التي شنتها قوى الأمن اللبنانية خلال الأيام الماضية ضد بعض المتظاهرين في شوارع العاصمة بيروت، حيث أكدت مصادر مطلعة أن عدد المعتقلين بلغ 45 على خلفية المواجهات التي شهدها وسط المدينة.
وكان متظاهرون حاولوا إزالة العوائق الأسمنتية والحديدية التي وضعتها القوات الأمنية لمنع توجه المتظاهرين نحو مقر البرلمان، حيث تدور منذ عدة أيام جلسات الحوار التي دعا إليها رئيس مجلس النواب، نبيه بري، ما دفع قوات الجيش والأمن إلى استخدام الهراوات ضد المتظاهرين، حيث أصيب عشرات بجروح. في سياق منفصل، نفذ جيش العدو الإسرائيلي أمس مناورة بالذخيرة الحية داخل مزارع شبعا المحتلة جنوب شرق لبنان فيما تردد دوي القذائف حتى قرى العرقوب وحاصبيا. وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية التي أوردت النبأ أمس أنه سقطت خلال المناورة 30 قذيفة عيار 155 ملم في الطرف الشمالي لمزارع شبعا المحتلة.