بعد ثلاثة أيام يقام السوبر السعودي بمشيئة الله بين بطل الدوري النصر وبطل كأس الملك الهلال على أرض إنجليزية في تجربة مثيرة لكرة القدم السعودية قد تكون نقطة تحول وانطلاق لمرحلة جديدة في مجال اللعبة.

نظريا وبناء على ما سبق النصر أقرب لخطف اللقب بحكم أنه بطل الدوري لعامين ماضيين وهو الأكثر استقرارا فنيا وإداريا وعناصريا ولكن كرة القدم لا تعرف إلا التسعين دقيقة التي تلعب ولا يهمها الماضي أو التاريخ أو الجغرافيا أو أي أمور جانبية أو ترشيحات أو رأي نقاد وأقرب الأمثلة، من كان يصدق أن البرازيل التي استضافت كأس العالم الأخيرة تهزم على أرضها وبالسبعة من ألمانيا.

في خضم الحفلة الدائرة الآن بهذه المباراة المهمة لتاريخ الفريقين نجد أن هناك أمورا لاتزال بعيدة عن اهتمام مسؤولي كرة القدم السعودية لعل من أبرزها التعاقد مع مدرب للمنتخب السعودي الأول وكأن الأمر اختراع (ذرة) من نوع خاص فهذا الأمر للأسف يدعو إلى التساؤل والتحري عن أسباب عزوف المدربين عن التعاقد مع اتحاد كرة القدم أو من جانب آخر التحري عن جدية اتحاد القدم في التعاقد مع مدرب يقود مرحلة تصفيات كأس العالم 2018.

أيضا من الأمور المثيرة للاهتمام التصنيف الشهري للمنتخب السعودي الذي يترنح بين التسعين والمائة منذ فترة طويلة بسبب النتائج السيئة للمنتخب ولم أرَ خططا عملية أو إجراءات لتعديل هذا الرقم والدخول إلى تصنيف أكثر ملائمة لمنتخبنا والذي يجب أن يكون بحكم تاريخه وبطولاته ومشاركته في المونديال بين الأربعين والخمسين ولا أقول أفضل من ذلك.

من الأمور التي تستحق العمل الجاد في اتحاد كرة القدم السعودي هي اللوائح وتطويرها وخاصة النظام الأساس لرابطة دوري المحترفين والتي لاتزال تنتظر الموافقة من اتحاد كرة القدم لاعتمادها كمرجع إجرائي وإداري ومالي لأعمال الرابطة كافة لضبط الأداء وتحويله من ارتجال إلى آليات يمكن أن يقوم بها أي رئيس قادم للرابطة.

أيضا من الأمور التي تحتاج إلى اهتمام هي لائحة انتخابات الأندية وهذه تقع تحت مظلة الرئاسة العامة لرعاية الشباب ولكنها تؤثر في سير اللعبة الأكثر شعبية وبالتالي من المهم أن تستقر انتخابات مجالس إدارات الأندية من خلال لوائح محدثة مطابقة للواقع وليست لوائح مضى عليها أكثر من 20 عاما وأقرب الأمثلة ما يحدث في نادي الاتفاق.

من الأمور المهمة أيضا تفعيل الروابط التي تم اعتمادها في النظام الأساس الجديد الذي اعتمد في 10 يوينو 2015 من خلال دعوة المهتمين بكل رابطة بالبدء في إجراءات تشكيل الروابط وانتخاب مجلس إدارة والانضمام إلى الجمعية العمومية للاتحاد لتكتمل صورة عائلة كرة القدم السعودية.

قد يكون إقامة السوبر السعودي التاريخي في لندن عملا رائعا وفكرة جديرة بالاهتمام، ولكن اتحاد القدم لديه الكثير من الأعمال المهمة في المرحلة المقبلة خصوصا تطبيق ما وافق عليه في النظام الأساس فلا يليق أن تعتمد شيئا وتقوم بمخالفته بشكل واضح وظاهر للجميع.