في وقت فشل فيه مسلحون من حركة طالبان في باكستان في اقتحام قاعدة بدابير العسكرية بضواحي مدينة بيشاور عاصمة إقليم خيبر بختونخواه، قالت تقارير إن المهاجمين هاجموا مسجدا قريبا، بالقنابل اليدوية ما أدى إلى قتل 16 من المصلين، و7 آخرين كانوا في محل الوضوء.
تنكر
وكشفت مصادر عسكرية باكستانية، أن الهجوم الذي شنته الحركة على القاعدة كان يهدف إلى احتلالها بأسرها وتدمير منشآتها.
وأشارت التحقيقات الأولية إلى أن المهاجمين تنكروا في ملابس الشرطة واستخدموا سيارتين لنقل الركاب فجر أول من أمس، وكانت لديهم كميات كبيرة من الأسلحة والذخيرة لذلك الغرض، لافتة إلى أنهم لجؤوا إلى تدمير البوابة الرئيسية للقاعدة بقذيفة صاروخية إلا أن بعض الحرس تمكنوا من تأخيرهم قبل دخول القاعدة، إلى أن وصلت قوات الانتشار السريع، فلم يتمكن المهاجمون من الدخول، ولكنهم انعطفوا نحو مسجد قريب وهاجموه.
وقالت التحقيقات، إن القوات الخاصة وقوات إضافية من الكوماندوز تمكنت من منع مسلحي طالبان من اختراق خط الدفاع الثاني المؤدي إلى المناطق السكنية لقيادات القاعدة، في معارك استمرت لمدة 3 ساعات قتل فيها 13 مهاجما و29 من القوات والأجهزة الأمنية، وشاركت فيها 3 طائرات مروحية مقاتلة أسقط المهاجمون إحداها.
تحركات دبلوماسية
ولفتت التحقيقات الأولية إلى أن المهاجمين عملوا على اقتحام القاعدة بدعم من بعض المتعاطفين معهم داخلها، وأن العديد من قيادات حركة طالبان استأجروا مجمعات سكنية بالقرب من القاعدة استخدموها في تسهيل عملية الهجوم.
من ناحية ثانية، تمكنت الأجهزة الأمنية من إلقاء القبض على 22 شخصا يشتبه بأنهم ساعدوا المهاجمين، وبدأت الجهات المختصة التحقيقات معهم.
على صعيد آخر، كشفت مصادر دبلوماسية أن الحكومة قررت إرسال وفد على مستوى عال إلى العاصمة الأفغانية كابول لبحث الموضوع مع السلطات الأفغانية وتقديم الأدلة على أن طالبان خططت للهجوم في أفغانستان، وتحذيرها بأنها لن تتحمل في المستقبل أن تستخدم طالبان الأراضي الأفغانية لتنفذ عمليات إرهابية ضد أي مؤسسة من مؤسسات الدولة الباكستانية.
إلى ذلك، شن سلاح الجو الباكستاني غارات مكثفة على معاقل طالبان في وكالة خيبر ووزيرستان الشمالية، قتل فيها 45 من المتشددين خلال اليومين الماضيين.