أكد سياسيون عراقيون أن العلاقات بين المملكة العربية السعودية والعراق ظلت تحتفظ بعمق تاريخي واجتماعي، لا يمكن أن تنال منه المواقف السياسية وتقلباتها. مشيرين إلى أنه إذا كانت العلاقة قد شهدت توترا خلال فترة رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالك، فإن ذلك لا يعود لاختلاف بين سياسات الدولتين، إنما لتعمد المالكي توتير تلك العلاقة، خدمة لأجندة إيرانية.

كما أشادوا بجهود المملكة في محاربة الإرهاب ومكافحة التطرف بكل أشكاله لضمان استقرار الأوضاع الأمنية في المنطقة، كي تعيش شعوبها بسلام وطمأنينة.



المالكي يتحمل مسؤولية تدهور العلاقات

"المملكة أعلنت دعمها للعراق وشعبه لمكافحة الإرهاب، وأبدت استعدادها لتطوير التعاون الأمني بين البلدين، وتبادل المعلومات للحد من نشاط الجماعات المسلحة المتشددة. كما أن إعلان المملكة افتتاح سفارتها في بغداد وقنصليتها بمحافظة أربيل عاصمة إقليم كردستان، عبر عن رغبة المملكة وحرصها على التعاون في المجالات كافة، وهنا يتوجب على القادة العراقيين الانفتاح أكثر على السعودية، نظرا لما تمتلكه من حضور إقليمي ودولي. وإذا كانت العلاقة بين بغداد والرياض شهدت خلال السنوات الماضية إبان حكومة نوري المالكي توترا ملحوظا لم يخدم مصالح الشعب العراقي، فإن المالكي يتحمل بسبب سياساته الخاطئة مسؤولية توتر العلاقة بين بغداد والرياض، وبفعل ذلك خسر العراق الدعم السعودي لمساعدته في ضمان أمنه واستقراره. فالحكومة العراقية السابقة خضعت للإرادة الإيرانية على حساب الانفتاح على الدول العربية وفي مقدمتها السعودية، التي ينظر لها كثير من العراقيين على أنها حاملة راية سلام في المنطقة، وحشدت كل الجهود لمحاربة جماعات مسلحة ارتبطت بقوى خارجية، وخير دليل على ذلك قيادتها التحالف العربي لإنقاذ اليمن من الانحدار نحو منزلق خطير".

الخبير المتخصص في شؤون الجماعات المسلحة، هشام الهاشمي

 


العراق مطالب بالمحافظة على محيطه العربي

"الموقف السعودي في محاربة الإرهاب اتسم بالشمولية والعمق، حيث ترى الرياض أن القضاء على هذه الآفة يتطلب بذل مزيد من الجهود على مستوى المنطقة، لذلك فإن من الأهمية أن يتطابق الموقف العراقي بخصوص محاربة الإرهاب مع الموقف السعودي. ولا ننسى أن المملكة من الدول المشاركة في التحالف الدولي ضد تنظيم داعش لإنقاذ المنطقة من الميليشيات المرتبطة بإيران، التي تنامى نشاطها في اليمن والعراق.

والانقسام السياسي العراقي كان واحدا من الأسباب التي عرقلت تطوير العلاقات بين بغداد والرياض، لأن التدخل الإيراني في الشأن العراقي كان وما يزال هو العامل الأبرز في افتعال التوتر، لذلك توجد ضرورة لأن تتبنى الحكومة العراقية برئاسة حيدر العبادي خطوات جدية للتحرك نحو المحيط العربي، لأن العراقيين بكل مكوناتهم يرفضون الانسلاخ عن محيطهم العربي، والدول التي حاولت تغيير هذا الواقع المستند إلى روابط دينية واجتماعية فشلت في مسعاها، ويبقى على الجهات الرسمية أن تتقدم بخطوات إضافية نحو المملكة العربية السعودية لتطوير العلاقات وبما يخدم المصالح المشتركة".

القيادي في ائتلاف الوطنية النائب عدنان الجنابي


دعوة للاستفادة من تجربة المناصحة السعودية

"يواجه العراق تحديات أمنية ضخمة، تمثلت في سيطرة تنظيم داعش على أجزاء واسعة من أراضيه، الأمر الذي يحتم على بغداد أن تستعين بأشقائها العرب لمساعدتها في تحرير المدن الخاضعة لسيطرة الجماعات الإرهابية. وفي هذا الإطار لا غنى عن الاستعانة بالخبرات السعودية في مجال مكافحة الإرهاب. نسبة لما تمتلكه المملكة من تجربة ثرة في مجال مكافحة الإرهاب بجدية، خاصة فيما يتعلق بتحقيق المصالحة الوطنية، واعتماد برامج اجتماعية واقتصادية وتربوية في التعاطي مع العناصر التي وقعت تحت تضليل جماعات العنف، فاستطاعت أن تقطع الطريق أمام من يرغب في الانضمام إلى جماعات مسلحة بسبل أخرى غير العمل العسكري الذي طالما يخلف ردود أفعال تهدد الأمن.

والعراق أحوج ما يكون اليوم إلى مساعدة أشقائه العرب في التصدي لأعمال العنف التي تجتاح أراضيه، وللقضاء على تنظيم داعش الذي يسيطر على كثير من الأراضي العراقية، بسبب تراخي رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، الذي يعد السبب الأول في ظهور التنظيم وانتشاره، نسبة لسياساته الخاطئة، واستعدائه لكل المكونات السياسية، ورهن البلاد لإرادة إيران، التي لا تبحث سوى عن تحقيق أهدافها الخاصة".

عضو لجنة الأمن والدفاع النائب حامد المطلك