كم سيعتب علينا السعوديون في المستقبل عندما تصلهم حضارتنا دون نفط باق لهم؟ هذا السؤال يجب أن يكون مرعبا بالنسبة إلينا، كون السعوديين في المستقبل هم أحفادنا، والجواب عنه سيحدد ما إذا كانوا سيحترموننا بأفعالنا العظيمة من أجلهم، أو يعتبون على أفعالنا التي ستخبرهم بها كتب تاريخنا.

للحق ثمة أمل في أن أحفادنا سيحترموننا ويقدرون ما نفعله لأجلهم: الشمس الآن تشرق فرحة فوق مدينة الأفلاج السعودية بعد أخبار عن قيام مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية بإنشاء مدينة لتوليد الطاقة الشمسية قريبا، بإذن الله، وسوف تقوم بتوفير طاقة ما يعادل مليار ريال سنويا تقريبا، بحسب الأسعار النفطية. ولكن ماذا عن شمس الرياض؟ وشمس الشرقية والغربية والجنوبية والشمالية؟ وإذا ما حسبنا المساحات الصحراوية الشاسعة التي نملكها مع شمسنا القوية، سوف نكتشف أن مساحتنا من الطاقة مضاعفة عشرات المرات من طاقتنا النفطية الحالية.

الأمير الدكتور تركي بن سعود رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للتقنية من الشغوفين بموضوع الطاقة الشمسية. كل ما يحتاجه الأمير الدكتور أن يكون جزءا رئيسيا في مشروع وطني حقيقي لبدائل الطاقة، يؤمن به الناس ويتفاعلون معه، وأن يتم إطلاق مظلة مالية تستثمر الوفرة لزرع الربع الخالي بالخلايا الشمسية.

مشروع الأفلاج جعل الشمس فوق رأسي باردة لطيفة، أثلج صدري، وأسعدني، يجب فعلا استثمار الوفرة المالية والفوائض لأنها لن تبقى.. ونحن نحتاج هذه الخطوات الآن وليس غدا أو بعد غد في دعم أبحاث الطاقة وإطلاق المدن الشمسية.

يجب أن نقنع صندوق الاستثمارات العامة أو أي مؤسسة مالية سعودية للاستثمار في بدائل الطاقة المستقبلية، ليس فقط من أجل الربح المادي -وهو ضروري طبعا- ولكن حتى لو كان استثمارا "يخلي حق الناس للناس". نحتاج جميعا أن نلتفت إلى ما تقوم به مدينه الملك عبدالعزيز للتقنية.. ندعمه عاطفيا، نسانده، نشجعه، ونتحدث عنه، ونفتخر به.. أنا واثق أن لديهم الكثير.. ولهم أقول وبلهجة عسيرية: "مقروعين خلوها شمسية".