بعد أن قدما ملبيين من بلدهما باكستان، وتحديدا من إسلام أباد، اتجها إلى بلاد الحرمين لقضاء أجمل أوقاتهما في أطهر البقاع، وذلك لإتمام حجة العمر التي لطالما حلما بها، شاءت الأقدار أن يفترقا بعد رمي جمرة العقبة الكبرى، وذلك جراء التدافع الذي حصل في شارع 204 أول من أمس.

الحاج نديم وهو في حالة إغماء مرددا "آسيا، آسيا"، استفاق وتحدث قائلا: "توجهت أنا وزوجتي إلى الجمرات وبعد أن رمينا جمرة العقبة الكبرى في قرابة الساعة الثامنة صباحا قررنا أن نتجه إلى المخيم، وهذا ما حدث بالفعل ولكن أثناء نزولنا إلى شارع الحادثة وجدنا أفواجا قوية جدا جدا تقوم بدفعنا في مساحة ضيقة".

وأضاف "قوة الأبدان التي واجهناها جعلتنا نموج فيها دون أن نسيطر على أرواحنا علاوة على الأجواء الحارة".

نديم يصمت قليلا وتنهمر عيناه دمعا ثم يقول: "أثناء هذا الأمر سمعت صيحات زوجتي وهي تناديني ولكن مع قوة التلاحم لم أستطع إنقاذها حتى هامت في أمواج التدافع التي على إثرها فاضت روحها إلى بارئها، عندها لم أتمالك نفسي وفقدت الوعي ولم أشعر بنفسي إلا في إحدى الغرف المجاورة التي وجدت نفسي فيها، حيث تلقيت الإسعافات الأولية وبدأت أستعيد أنفاسي، حينها تيقنت أن آسيا قد ماتت، فالحمد لله على قضاء الله وقدره، ولكن ليتنا رحلنا سويا أو بقينا سويا".