(أن تمشي عشر ساعات في نيويورك كامرأة) فيديو نال حتى اللحظة أكثر من 41 مليون مشاهدة على "يوتيوب"، وهو مقطع من مئات المقاطع المشابهة التي حققت أرقام مشاهدات قياسية حول العالم. تقوم الفكرة على أن يجوب رجل أو امرأة شوارع إحدى مدن العالم وأمامه كاميرا محمولة لا يراها المارة تصور ردود فعل الناس تجاه (بطل الفيديو) دون أن يقوم بأي فعل غير المشي، وبالتالي ترصد الكاميرا سلوكيات المجتمع تجاه ما يمثله هذا الشخص من ثقافة أو دين أو عرق أو جنس، قد تكون امرأة جميلة فترصد الكاميرا كل ما تتعرض له الجميلات في شوارع المدينة، كل كلمات (الغزل) التي يمكن أن تقال لها، وكل أنواع التحرش بها، وقد تكون امرأة محجبة في نيويورك (سجل ثمانية ملايين مشاهدة) والمقطع تحت عنوان10Hours of Walking inNYC as a Woman in Hijab تقوم فيه امرأة بالمشي 5 ساعات بملابس عصرية عادية، وخمس ساعات أخرى بالحجاب الإسلامي، نرى خلالها مقارنة بين معاملة المدينة لها في الحالتين.

وهكذا يرسم لنا شباب وشابات هذه المدن صورة عن الأفكار التي تسكن مدنهم، والسلوكيات التي تنتج عنها بعد أن يختصروا الساعات العشر إلى نصف ساعة، هذه الأفلام الواقعية أصبحت من أهم أساليب النقد الاجتماعي دون أن تظهر فيها كلمة نقدية أو جملة وعظية، ودون أن يحاول فيها أي رامز إصابة أحد ضيوفه بسكتة قلبية، وإنما تضع المجتمع أمام نفسه. مسليّة وتحمل رسالة، وليس فيها "رذالة".