أكد وزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي النعيمي أن التذبذبات الحادة في أسعار البترول تؤثر في الاستثمارات في مجال النفط والطاقة واستمرارها، مشيرا إلى أن الصناعة مرت منذ السبعينات بتذبذبات حادة وعالية في الأسعار ارتفاعا وانخفاضا، وهو ما ليس في مصلحة الدول المنتجة ولا الدول المستهلكة، داعيا مجموعة العشرين إلى الإسهام في استقرار السوق.

وقال النعيمي في كلمة له خلال الجلسة الخاصة بالاستثمار في مجال البترول والطاقة التي جاءت ضمن أعمال الاجتماع الوزاري الأول لوزراء النفط والطاقة لمجموعة العشرين المنعقد في مدينة إسطنبول التركية خلال اليومين الماضيين، إن من أهم العوامل التي تساعد على تحقيق استقرار السوق هو حركة الأسعار المؤثرة بشكل واضح في الاستثمارات الحالية والمستقبلية وبالذات على المدى الطويل في صناعة مهمة كالنفط.

استمرار الاستثمار

وأكد النعيمي أن المملكة العربية السعودية مستمرة في الاستثمار في جميع مراحل صناعة النفط والغاز حتى مع الانخفاض الحالي في الأسعار، إضافة إلى الاستثمار في المصادر الأخرى للطاقة مثل الطاقة الشمسية، لافتا إلى أن العالم بحاجة إلى الحصول على الطاقة بشكل نظيف ومستمر ومتوافر للجميع في الوقت الحالي والأجيال المقبلة في مختلف أنحاء العالم. وأضاف النعيمي أن الاستثمار يشمل جميع مراحل الصناعة مثل الاستكشاف، والإنتاج، والتكرير، والكفاءات البشرية من حيث التعليم، والتدريب، والتأهيل، كما أن الاستثمار في التقنية والأبحاث العلمية له أهمية خاصة، لا سيما في عمليات جعل النفط والوقود الأحفوري بشكل عام أكثر ملاءمة للبيئة، مبينا أن الاستثمار يجب أن يشمل جميع مصادر الطاقة مثل الطاقة الشمسية وغيرها.

تطوير الأبحاث

وشدد النعيمي على أهمية الاستثمار في العلوم والأبحاث والتقنية من أجل جعل المصادر الأحفورية للطاقة أكثر نظافة وملاءمة لمتطلبات البيئة.

من جهته، قال مدير وكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول أمس إن من المتوقع انخفاض استثمارات النفط العالمية 20% هذا العام في أكبر تراجع لها على الإطلاق.

وصرح بيرول للصحفيين في إسطنبول: "نتوقع هذا العام أن تكون استثمارات النفط العالمية في 2015 أقل 20% من 2014، مضيفا: "وهذا أكبر انخفاض في تاريخ النفط"، مشيرا في ذات الوقت إلى أن التراجع المتوقع في إنتاج النفط عام 2016 قد يدفع أسعار الخام للارتفاع.

وكان وزراء الطاقة في مجموعة دول العشرين ناقشوا في جلسات اجتماعهم مواضيع عدة، من بينها مصادر الطاقة لدول أفريقيا جنوب الصحراء، وسياسات الطاقة العالمية، والاحتباس الحراري، ومشكلات البيئة، وطرحوا توصيات حول أفضل السبل لتوفير الطاقة للمجتمعات النامية، والاستثمار في مجال الطاقة على ضوء الأوضاع الحالية في السوق النفطية، والطاقة المتجددة، وأهمية استخدام الطاقة وتوفيرها.