لكي تكون على علم بما فعله السعودي "حسام زواوي" وكيف وضعت إحدى الجامعات الأسترالية صورته على لوحة الطريق وكتبت تحتها "حسام يصنع التغيير" فيجب أن تكون محاطا بزملاء ذوي مواصفات خاصة، أصدقاء يملكون مستوى مرتفعا من الوعي، يجب أن تكون في محيط متطلع ومحفز وملهم، ينبغي أن تكون في مجتمع يتخذ من مثل "حسام" نماذج يفاخر بها، وأمثلة يتحدث عنها حين يأتي الحديث عن المشاهير، أما في غير الظروف السابقة فإنك معرض لأن يكون مثالك المفضل هو نجم لمقاطع (فيديو) ينهي فقرته الخالية من أي شيء بـ"توصون شيء والاش" ليصبح هو نجم المرحلة وهو الضيف الدائم لمهرجانك السياحي أينما كانت وجهتك!   

وإن كنت قد قرأت بفخر عن فوز السعودي "معاذ الخلف" بأفضل رسالة دكتوراه على مستوى العالم في هندسة البرمجيات لعام 2015 رغم المشكلات الصحية الصعبة التي واجهته في نهاية مشواره، فمن الواضح أن الأجواء من حولك يسودها الإصرار وتملؤها العزيمة وتسيطر عليها روح الطموح والمثابرة وتحدي الظروف، ومن أجل ذلك فهي تتخذ من مثل "معاذ" نماذج تراهن عليها وأمثلة تستند بها حين يندلع نقاش عن قصص النجاح الخلاقة، على الجانب الآخر وفي غير الأجواء السابقة فإنه يُدفع بأحد التافهين إلى واجهة العمل الاجتماعي والإعلامي؛ ليتصدر من بعد ذلك الملتقيات ويُدعى لكل الفعاليات وحين يزداد به الحماس فسنصبح موعودين بكتاب جديد من تأليفه بعنوان "قصة نجاحي المبهرة"!

ولو كنت قد استمعت لقصة السعودي "محمد القحطاني" وكيف تغلب على عوائق النطق والتأتأة التي لازمته منذ صغره وكافح رغم هزيمته مرارا في مسابقات الإلقاء حتى أصبح بالأمس بطل العالم في الخطابة، بعدما كان ممثل المملكة في المسابقة العالمية، إن كنت كذلك فأحد الاحتمالات أنك قد أجدت اختيار من تتابع في مواقع التواصل الاجتماعي بعناية فائقة؛ لأنك إن لم تفعل ذلك فستجد حسابك محاطا بتغريدات أحد الحمقى وهو يحثك على الالتزام بالفضيلة، في الوقت الذي هو ذاته يستبيح الفضيلة حتى قطرة دمها الأخيرة في باقي تغريداته!