سجلت أسعار النفط أمس ارتفاعا ملحوظا قد يكون مؤشرا لبداية تعافٍ لأسواق النفط  مدفوعة بإعلان روسيا أكبر مصدري النفط خارج منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" بأنها مستعدة للاجتماع مع منتجي النفط الآخرين لبحث الوضع في سوق النفط. إضافة إلى تقارير أميركية أظهرت تراجع عدد حفارات النفط في الولايات المتحدة للأسبوع الخامس على التوالي.



التراجع الروسي 

الموقف الروسي أتى بعد سلسلة من المواقف المتعنتة ورميه الاتهامات تجاه الدول العربية بأنها تستخدم النفط لخدمة مواقفها السياسية لتثبت الأيام أن مواقف روسيا السياسية هي التي أرغمتها على تغيير سياساتها النفطية، إذ إن التغيرات المتلاحقة في الموقف الروسي خلال سبتمبر الماضي كانت مدفوعة بتخوفها من انخفاض إنتاجها بفعل العقوبات الأوروبية عليها بسبب قضية القرم، وهو ما صرح به نائب وزير الطاقة الروسي علانية عندما صرح إلى الصحفيين بأن الوزارة ترى احتمالا بأن يفرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على مشتريات النفط الروسي، ولكن ذلك سيكلف الاتحاد ثمنا كبيرا. إضافة إلى تدخل روسيا على خط المواجهة في الأزمة السورية.

كل هذه العوامل أسهمت في تغييرات وتخبطات في تصريحات مسيري الطاقة الروسيين أوائل سبتمبر برفض مطالبات من فنزويلا ودول أخرى أعضاء في "أوبك" بخفض إنتاج النفط، وأن موسكو ترى أن مثل هذا الإجراء ليس ضروريا، لتعلن أمس أنها مستعدة للاجتماع مع منتجي النفط الآخرين لبحث الوضع في السوق.

وكانت روسيا سجلت مستوى إنتاج قياسيا لحقبة ما بعد الاتحاد السوفيتي بلغ 10.74 ملايين برميل يوميا في سبتمبر الماضي رغم انخفاض الأسعار العالمية لأقل مستوى في ستة أعوام ونصف العام. وقال يو جين كانج، محلل السلع الأولية في شركة إن. اتش إنفستمنت أند سيكيورتيز، في سول لرويترز: إن سوق النفط العالمية تعاني تخمة ومن ثم فإن أي حديث عن كبح الإنتاج يدعم السوق.

وتابع كانج: بما أن روسيا هي التي طلبت المحادثات فيبدو أن المستثمرين يتوقعون الاتفاق على خفض محتمل لإنتاج النفط خلال إجراءات لإعادة التوازن إلى السوق.



بيانات أميركية

من جهة أخرى، أظهرت بيانات الجمعة الماضي أن شركات الطاقة الأميركية خفضت عدد منصات الحفر للأسبوع الخامس بواقع 26 حفارا في الأسبوع الأخير، وهو أكبر تراجع في العدد منذ أبريل الماضي، في مؤشر على تأثير هبوط أسعار النفط على الإنتاج.

كانت "الوطن" أشارت في عددها الصادر في الـ29 من سبتمبر الماضي إلى ثبات  أعضاء أوبك بقيادة السعودية على مواقفهم برفض خفض الإنتاج وما صاحب ذلك من تحلحل في الموقف الروسي. ومقتطفات من افتتاحية موقع "بلومبرج"، الاقتصادي الإخباري، كتبها الصحفي ليونيد برشيدسكي" والتي أكد فيها نجاح أوبك بقيادة السعودية وسياستها النفطية في خفض إنتاج النفط الصخري والتحكم في اتجاهات الطاقة العالمية.