فيما لا يزال البحث جاريا منذ 11 يوما عن جثة الشاب محمد العطوي الذي فُقد في عرض البحر أثناء ممارسته للسباحة مع أبناء عمومته شمال غرب تبوك بساحل قيال، أكد الغواص التقني سعد الحربي لـ"الوطن" صعوبة استخراج جثة المفقود بسبب ما تقوم به التيارات من سحب الجثة إلى أعماق البحر واحتمالية العثور عليها بعد شهور عدة بسبب عمق القاع في البحر وحاجتها لغواصين تقنيين.

تحلل الجثث

وأوضح الحربي، أن تحلل الجثث الميتة في مياه البحر يعتمد على درجة حرارة الماء، ففي المياه الباردة يكون عمل البكتيريا المسببة لانتفاخ الجثث بطيئا، لذلك تظل الجثة راقدة معظم الوقت في قاع البحر وسرعان ما تزول طبقة الجلد بفعل امتصاصها للمياه، وتظهر أنسجة الجسم في غضون أسبوع تقريبا وتكون الجثة وقتها معرضة لافتراس الحيوانات البحرية آكلة اللحوم، مثل الأسماك وسرطان البحر.

قضاء وقدر

وأشار صبيح العطوي والد مفقود تبوك إلى أن ابنه تعلم الغوص الحر للمبتدئين في أحد المعاهد المتخصصة لتعليم السباحة والغوص في تبوك لمدة أسبوع، وقال: ابني خرج مع أخيه وأبناء عمومته حيث سبقوه للنزول إلى البحر بعد ذلك لحق بهم ولم يستخدم سترة النجاة حينها. وحول تلقيه خبر الحادثة، قال العطوي: تبلغت الخبر من أحد أبنائي بعد 24 ساعة من الحادثة، مشيرا إلى أن عمليات البحث عنه لا تزال مستمرة، مؤكدا رضاه وأسرته بقضاء الله وقدره.

غطاسو أعماق

من جهته، أوضح قائد فريق غوث التطوعي للبحث والإنقاذ في تبوك الكابتن بدر الزهراني، بأن الغريق في منطقة وعرة من حيث التضاريس والشعب المرجانية المتشابهة والكهوف المظلمة إضافة إلى الأعماق السحيقة، مبينا أن الفريق واجه قروشا عدة ضخمة في تلك المنطقة ومن أضخمها القرش النمري ما شكل خطرا كبيرا على الفريق، مشيرا إلى وصول غطاسي أعماق "نايتروكس" من حفر الباطن للمشاركة في البحث، حيث يعد الفريق مهيئا ومدربا للإنقاذ ويعد أفضل غطاسين مهيئين للدخول في الأعماق لأكثر من 100 متر على عكس استطاعة الغواص العادي.

استمرار البحث

أكد نائب المتحدث الإعلامي بقيادة حرس الحدود بمنطقة تبوك العقيد البحري نواف فهد العنزي، أنه مازال البحث جاريا عن المفقود بوجود الغواصين ووسائط حرس الحدود والدبابات البحرية.