ما رأيكم في مناورة ثقافية خفيفة؟ هل قلتم "نعم"! إذن إليكم السؤال الأول لهذا اليوم: اذكر اسم "صندوق" لا يصاب المواطن البسيط عند سماع اسمه بالصداع النصفي وآلام الركبتين وتعكر المزاج؟

من الإجابات المستبعدة دون أدنى شك "صندوق الشكاوى والاقتراحات" المثبت خارج مكاتب الإدارات الحكومية والمؤسسات الأهلية الذي يرتبط ارتباطا "جينيا" بأقرب سلة مهملات منه!

لكم أيضا أن تستبعدوا صناديق البريد "واصل" التي تكالبت عليها الظروف وأيادي المراهقين وسوء التصنيع فأحالتها إلى ملاجئ مجانية للطيور الضالة ومقرات مثلى لنفايات العابرين!

من نافلة القول ألا يصبح "صندوق التنمية العقاري" إجابة صحيحة لسؤالنا السابق وهو الصندوق الذي يكفي نطق اسمه بالكامل حتى تسمع عبارات مثل: "وبشر الصابرين" أو "يا صبر أيوب" أو حتى "إنا لله وإنا إليه راجعون".. كان طيب!

واشطبوا بكل ما أوتيتم من قوة "الصناديق الاستثمارية" من قائمة الحلول الصحيحة تلك التي أثبتت التجارب العملية البحتة أنها تعاني ثقوبا متعددة تكفي لتسريب ما بداخلها من أسهم لتصبح نظيفة بعد فترة من الزمن!

ولا أظن عاقلا سيضع "الصندوق الأسود" كحل صحيح، وهو الذي لا يأتي ذكره إلا عند سقوط طائرة من ارتفاع 5000 قدم ومقتل جميع ركابها!

كان من الممكن أن يصبح "صندوق الوارد" إجابة صحيحة! لولا أن بعض الزملاء يتخمونه بمئات الرسائل يوميا ويختمونها مشكورين بعبارة "أستحلفك بالله أن تنشر هذه الرسالة لكل المسجلين لديك"! وعندها تتحول لساعي بريد طوال ذلك اليوم!

هل قال أحدكم صندوق الطماطم؟ حتى هذه إجابة خاطئة! فكيف يصبح إجابة صحيحة وسعره يتراوح بين 8 و40 ريالا في ظرف ساعتين!

هل أرهقكم التفكير؟ حتى أنا أرهقني التفكير من قبلكم دون أن أجد إجابة واحدة صحيحة رغم زخم الصناديق من حولنا!