عام مضى وعام جديد أتى، فعلينا جميعا مراجعة أنفسنا في العام الذي مضى وسلف، وطرح هذا السؤال: هل عملنا فيه بشكل جيد لننال رضا ربنا عز وجل، أم عملنا بشكل سيئ أم كنا بين هذا وذاك؟!
فلنراجع أنفسنا ونقف قليلا ونتدبر ولنراجع جوارحنا جميعها ونسألها، ولنسأل أعيننا إلى ماذا نظرت، وأسماعنا إلى ماذا أنصتت، وإلى أيدينا بماذا بطشت واكتسبت، وإلى أقدامنا إلى أين مشت وذهبت، وإلى قلوبنا ماذا خبأت وأحبت وتعلقت؟
فإن كنا نشعر أننا أمضينا عاما جيدا في طاعة الله وتقواه في عباده، فلا يجب علينا الاغترار والزهو بأنفسنا بأننا كنا مطيعين طوال أيامه ولياليه، بل علينا العمل أكثر في عامنا الجديد.
وإن كنا عملنا بشكل سيئ في عامنا السابق، فلا يجب علينا أن نقنط من رحمة الله ونيأس، وتسودّ الدنيا في أعيننا، ونتمادى ونخوض فيما كنا نفعله من شر وسوء.
فباب التوبة والمغفرة مفتوح، ولن يقفل حتى تطلع الشمس من مغربها.
فمن راجع نفسه وحاسبها، وقيّم ما يفعله كان من الإيجابيين الفائزين المتطلعين لتحسين أنفسهم للأفضل دائما، أما المتكاسلون المسوّفون المؤجلون لكل شيء حتى الغد، أولئك هم السلبيون الخاسرون الذين لا تعدو حياتهم عن أنها مجموعة من الأيام يوم يسلم على الآخر دونما فائدة.
أسأل الله لي ولكم الإخلاص في القول والعمل، وأن يغفر لنا ما مضى، وأن يعيننا على طاعته في العام الجديد الذي أتى، وأن يغفر لموتانا وموتى المسلمين، وأن يتقبل شهداء المسلمين كافة في جنات النعيم، وأن ينصرنا على أعدائنا، وأن يوحد صفوفنا، وأن يحقق لي ولكم جميع ما تطمحون وتتمنون في هذا العام الجديد الذي نتمنى أن يكون علينا سعيدا.