كشفت مصادر قيادية داخل حزب المؤتمر الشعبي العام، أن القرار الذي اتخذه قياديون في الحزب إثر اجتماعهم أول من أمس في الرياض بإقالة المخلوع، علي عبدالله صالح، من رئاسة الحزب، وتعيين أحمد دغر مكانه، ريثما يتم انتخاب رئيس عبر مؤتمر عام، وجد ارتياحا واسعا وسط قواعد الحزب وقيادته بالداخل اليمني، وأضاف المصدر –الذي رفض الكشف عن اسمه- في تصريحات إلى "الوطن"، أن هناك توافقا تاما على ضرورة إنهاء حقبة المخلوع ومجموعة المنتفعين المحيطة به، وتابع "صالح لم يعد مؤتمنا على مصالح الحزب، فإذا كان فرّط في مصالح البلاد والوطن، فإنه سيفرط أكثر في مصالح الحزب، لذلك فإن قرار إقالته يجد موافقة واسعة، لأن استمراره يعني وضع نهاية الحزب الجماهيري صاحب التاريخ الوطني المشرف. وهو ليس حزبا خاصا بالمخلوع أو عائلته أو المقربين منه، بل هو حزب وطني يضم كل شرائح المجتمع".


سياسات خاطئة

وكان قياديون في الحزب أشاروا في بيان صدر عقب الاجتماع إلى أن إزاحة صالح تأتي بسبب سياساته الطائشة، ومواقفه الخاطئة التي تسببت في الوضع الذي يعيشه اليمن في الوقت الحالي، كما اتهموه بتدمير البلاد، وتهديد وحدتها الاجتماعية، ودعوا إلى إحالته ومن يقف معه إلى الهيئات الرقابية للحزب "لمحاسبتهم على ما ارتكبوه من جرائم"، وحملوه مسؤولية تهديد النسيج الاجتماعي والوحدة الوطنية للبلاد، وإضعاف الحزب الذي ظل يرأسه منذ تأسيسه قبل 34 عاما.

وشدد البيان على أن قيادات الحزب أعفوا "صالح" من موقعه بصفة نهائية، إلا أنهم شددوا على ضرورة مساءلته عن كل جرائمه، وعدم إفلاته من العقاب.


مؤتمرات جماهيرية

من جانبه، أكد عضو اللجنة العامة لحزب المؤتمر الشعبي العام، محمد ناجي الشايف، أن الاجتماع الذي عقد أول من أمس في الرياض، هو اجتماع تمهيدي سيعقبه اجتماع كبير في القاهرة، لكل أعضاء المؤتمر في الداخل والخارج، لانتخاب قيادة موقتة تقود المؤتمر الشعبي العام.

وأشار إلى أن الحقبة التي كان فيها صالح رئيسا للحزب الجماهيري انتهت إلى غير رجعة، وأن اجتماع القاهرة سيعقبه اجتماع موسع، سيعقد في إحدى المحافظات اليمنية، ربما عدن أو تعز أو صنعاء، وسيجري على ضوئه انتخاب قيادة جديدة للحزب.

وأضاف الشايف أن قيادات الحزب قررت مخاطبة كل الجهات ذات الصلة، المحلية والإقليمية والدولية، بأن "صالح" لم يعد رئيسا لحزب المؤتمر وأن قياداته توافقوا على قيادة بديلة لفترة موقتة، ريثما يتم انتخاب قيادة جديدة بواسطة قواعد الحزب.