كان على الطبيبة المعضولة من سنوات عديدة في المدينة المنورة التوجه فورا ومن غير تردد للعوالم (التحتانية)، وفي رواية أخرى (السفلية)، علّها تجد جنيا (ابن حلال) يحل عقدة قضية عضلها، ويسحر فضيلة القاضي الحاكم بأمره في قضيتها، ليريه ما لم يستطع رؤيته من القرائن والأدلة المثبتة والتي اضطررت معها شرطة المدينة لإخراجها من البيت وإيداعها دار الحماية خوفا على حياتها، لتمتد معاناتها وتتحول قضية العضل – بقدرة قادر- إلى قضية عقوق! وبما أن العوالم (العلوية) لا تزال تبحث للطبيبة عن مخرج، وبما أن العمر يجري وسنواته تمر مر السحاب مضيعة فرصها في الزواج والإنجاب، يبدو حل العوالم (السفلية) هو الأسرع والأمثل تحت الظروف الحالية!
فقد ثبت بما لا يدع مجالا للشك أن للعالم (السفلي) سلطة وسطوة على قاض آخر في المدينة المنورة، والذي سحره الوسيط بواسطة جني (فاسد) ألبس عليه الأمور وأغشى بصره وبصيرته، ليمرر المعاملات المتعلقة بمئات الملايين من الريالات ويسهلها دون أن يشعر بذلك حسب ما ورد في صحيفة "عكاظ"! بينما مارس ذات الجني الشرير – على ما يبدو - سطوته وجبروته على ذات القاضي لتعسير وتعطيل قضية أخرى، رفعها المحامي (سعود الحجيلي) باسم 600 مواطن في قضية حمراء الأسد الشهيرة والتي راح ضحيتها عدد من المواطنين نتيجة للتلوث! ويبدو أن الجني إياه لم تلده ولادة من إناث الجان من قبل، فهو قادر على التمدد بالحرارة والانكماش بالبرودة ليمارس تارة التسهيل والتمرير، وأخرى التعسير والتعطيل حسب المصلحة النفعية والبراجماتية الماورائية! ويبدو أن قضية فساد محكمة المدينة (الكبير) تحت السيطرة الكاملة، بما أن في مقدور المحكمة التعامل مع العالم (السفلي) باستجواب الجن واستنطاق أقوالهم! وذلك بواسطة جلسة رقية بحضور لجنة السحر بهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ثم بناء عليه طلب خطاب من الراقي (فايز القثامي) يتضمن المعلومات التي أوردها الجني لدى استنطاقه حسب صحيفة "عكاظ" أيضا. فعلى ما يبدو انحلت عقدة لسان الجني (الفاسد)، وباح بتفاصيل هروب الوسيط بالمئة مليون ريال، ولعلّه أيضا كشف للراقي ملابسات القضية، والكيفية التي تورطت بها سبعة مكاتب هندسية بعد تنفيذها لأراض ومخططات منهوبة وخلافه من تفاصيل لا تزال في عالم الغيب! مما يجعلني أضم ضوتي لصوت أحد المعلقين على خبر استنطاق الجني بصحيفة عكاظ، والذي قال وجدتها وعرفت سبب الفساد المستشري عندنا، فالظاهر أن للسحر وعالم الجن دورا كبيرا فيما حل ويحل بنا من بلايا الفساد، وعليه طالب برقية كافة موظفي الحكومة من الجن (الفاسدين المفسدين) حوالينا ولا علينا!
وعودة إلى طبيبتنا المعضولة والعالم السفلي، فعليها طمأنة الجني (ابن الحلال) الذي سيتولى حل قضيتها، فلن يضطر للكذب أو الخداع، فهو لا يقول إلا الحق مما أثبت بالقرائن والأدلة الدامغة، مما سيبرئ ساحته أمام المحكمة.. بينما أتساءل عن مصير الجني الآخر المتورط في الفساد، وبماذا ستحكم عليه المحكمة الموقرة بعد أن استنطقه الراقي؟!