ما الذي يجعل دولة محافظة، كما يبدو، مثل إيران، ظلت تحارب الانفتاح والحريات والفنون والحياة إجمالا منذ ثورة الخميني نهاية سبعينات القرن المنصرم -بالمناسبة توقف بعدها بناء دور السينما- ما الذي يجعلها تصرف 40 مليون دولار من خزينتها على فيلم سينمائي وتروج له بهذا الشكل؟

هل لأن الفيلم يجسد شخصية النبي محمد، عليه الصلاة والسلام، وهو ما يرفع من قيمته ويجعله محط اهتمام وتقدير؟ وإذا كان كذلك، ما الرسالة التي يحملها الإيرانيون أو يريدونها أن تصل إلى العالم من خلال هذا الفيلم؟ هل يحاولون إثبات حقيقة معينة، أم أن القضية لا تتجاوز حرب السيادة وما يلي ذلك من استحقاقات قد يوضع الأنبياء على قائمتها؟!

لن تتضح الصورة إلا بعد مشاهدة الفيلم الذي بدأ الترويج له وعرضه في دور السينما في طهران، وبالمناسبة أيضا، في إيران اليوم 400 دار سينما معظمها في العاصمة ويدرسون حاليا زيادة الاستيعاب، وهذا قد يقودنا إلى وضع الجانب التجاري كأحد أسباب الدعم الحكومي للفيلم، في الحسبان.

الفيلم أحدث ضجة كبيرة وما زالت تتوالى ردود الفعل، وطبعا غالبية الآراء ضد عرضه، خصوصا الشارع العربي الذي ينظر للقضية ببعدها الديني، فيما مخرج الفيلم مجيد مجيدي يصرح -طبعا باسم الحكومة الداعمة- أن وجه النبي لن يظهر في الفيلم الذي يصور طفولته وهو يمشي في شوارع طهران، كما تقول بعض المصادر! فهل سيفاجئنا الإيرانيون بـ"فنتزة" السيرة النبوية؟