للمرة الثانية على التوالي، خلال يومين فقط، أسقطت موسكو اسم إيران من تصريحاتها حول استعدادها للتعاون مع دول المنطقة في مكافحة الإرهاب، إذ أكد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، أول من أمس، أمام البرلمان أن روسيا مهتمة بالتعاون العملي مع المملكة العربية السعودية وتركيا والدول الأخرى في المنطقة من أجل تسوية الأزمة السورية. وأضاف "مستعدون للتعاون بصورة وثيقة للغاية مع جميع الدول، بما في ذلك الدول التي تواجه الخطر الإرهابي مباشرة".

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين شدد، قبلها بيوم واحد، على "أهمية التعاون حول الملف السوري مع دول المنطقة، بما فيها "تركيا والأردن والإمارات والعراق".

تلميحات سياسية

ولفت مراقبون إلى أن إيران سقطت من التصريحات، على الرغم من إمكانية تفسيرها بشكل آخر، واعتبار إيران "موجودة ضمن دول المنطقة"، مستدركين بالقول، "في السابق كانت موسكو تصر دائما على ذكر طهران صراحة في ما يتعلق بأي تسويات في سورية". وتطرقت تقارير إلى أن الحديث يدور في الوقت الراهن حول أن إيران أصبحت تشكل عبئاً على علاقة روسيا بدول الشرق الأوسط عموما، وبدول الخليج، وعلى رأسها السعودية على وجه الخصوص.

تباين الأهداف

من جهة أخرى، أشار مراقبون إلى أنه منذ تشكيل غرفة العمليات المشتركة لمحاربة الإرهاب في بغداد بمشاركة موسكو وطهران ونظام الأسد، برزت تساؤلات كثيرة حول نقاط توافق وتضارب النهجين العسكريين الروسي والإيراني في سورية، ورؤيتهما السياسية للحل، وبالتالي حدود التنسيق بينهما، والمسافة الموجودة بين مشروعين: الأول، يهدف للقضاء على الإرهاب وضمان وحدة سورية، كما تقول موسكو. والثاني، يهدف إلى تحصيل مكاسب باللعب على التناقضات الإقليمية والدولية، وتحقيق طموحات اقتصادية وجيوسياسية تحت غطاءات مختلفة منها الديني والسياسي.