قال أستاذ الدراسات الاستراتيجية بمركز البحوث السياسية في نيودلهي براهما تشيلاني، ومؤلف كتاب "الطاغوت الآسيوي": إن خطأ أوباما الأساسي ليس في إنهاء الحرب أو تخليص بلاده من ورطة الوجود العسكري هناك، وإنما في كشف أوراقه علنا وخططه في الانسحاب مبكرا مما عرض الولايات المتحدة وحلفاءها في المنطقة للعديد من المخاطر، وأكسب أعداءها قدرا كبيرا من الغطرسة ومنحهم العديد من الفرص لإعادة ترتيب الأوراق للإضرار بالمصالح الغربية والمنطقة. إن القوة المنسحبة التي تعلن أولاً عن الخروج على مراحل ثم تسعى إلى إبرام صفقة مع العدو – كما يقول - تقوض نفوذها الإقليمي، ومن الواضح أن التدهور الحاد الذي لحق بالعلاقة بين إدارة أوباما مع المؤسسة العسكرية الباكستانية بدأ منذ الإعلان عن الجدول الزمني للانسحاب. ومثله كمثل الاحتلال الأميركي للعراق، فإن حرب حلف شمال الأطلنطي في أفغانستان سوف تترك من خلفها دولة ممزقة عرقيا. وتماماً كما يعاني العراق اليوم من التقسيم العرقي، فسوف يكون من الصعب تشكيل حكومة قادرة على فرض سلطانها على مختلف أنحاء أفغانستان في مرحلة ما بعد عام 2014 في كابول، وهو ما حدث بالفعل اليوم.
هذا الرأي على وجاهته، ربما يكشف في العمق عن شيء آخر تماما ذلك – أن ترك البلاد تتمزق وتتفتت وتسودها الفوضى بل وترك الإرهاب يتمدد ويحقق انتصارات على الأرض سواء في العراق أو أفغانستان – كان يخفي في الأعماق فكرة العودة مجددا في ظروف دولية أكثر مناسبة وتوافقا دوليا حول محاربة الإرهاب، مع شكل جديد من أشكال السيطرة على الشرق الأوسط وربما هذه المرة لبناء شرق أوسط جديد، أو قل "شرق أوسط، تلعب فيه إيران دور الشرطي في المنطقة برعاية أميركية – روسية لا سيما بعد إنجاز الاتفاق النووي بين الدول "5 + 1" وإيران.